ولا أعظم قولا ولا أطول عمرا في ملكه منه، وكان اسمه الوليد بن مصعب، ولم يكن من الفراعنة فرعون أشد غلظة ولا أقسى قلبا ولا أسوأ ملكا لبني إسرائيل منه يعذبهم فيجعلهم خدما وخولا، وصنَّفهم في أعماله فصنف يبنون وصنف يحرثون وصنف يزرعون له، فهم في أعماله، ومن لم يكن منهم في صنعة له من عمله فعليه الجزية، فسامهم-كما قال الله-سوء العذاب. وفيهم مع ذلك بقايا من أمر دينهم لا يريدون فراقه، وقد استنكح منهم امرأة يقال لها آسية بنت مزاحم من خيار النساء المعدودات، فعمّر فيهم وهم تحت يديه عمرا طويلا)(١).
واختلفت الرواة في نسبه،(فقالوا: هو رجل من لخم، وقالوا: من غيرها من قبائل اليمن، وقالوا: من العمالقة، وقالوا: من قبط مصر يقال له ظلما، وهو الذي كان من أمره مع موسى ما قد قصه الله جل وعز)(٢).
فرعون موسى عليه السلام غير فرعون يوسف عليه السلام

(١) تاريخ الطبري(١/٢٣٢). وانظر: المقدسي: مطهر بن طاهر،(ت٥٠٧هـ)، البدء والتاريخ، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة.(٣/٨١)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(البدء والتاريخ)، وابن الأثير: محمد بن محمد بن عبد الواحد الشيباني،(ت٦٣٠هـ)، الكامل في التاريخ، ١٠أجزاء، تحقيق: أبي الفداء عبد الله القاضي، ط٢، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٥هـ – ١٩٩٥م.(١/١٣١)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(الكامل في التاريخ)والمنتظم في التاريخ(٧/٢٤١).
(٢) اليعقوبي: أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر العباسي، تاريخ اليعقوبي، جزءان، دار صادر، بيروت.(١/١٨٦)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(تاريخ اليعقوبي). وانظر: النّجوم الزاهرة(١/٥٨).


الصفحة التالية
Icon