إنّ فرعون أفّاك كذّاب أثيم؛ذلك أنّ الكذب هو الأساس الذي بنى فرعون عليه نظامه والأصل الذي ظهرت من خلاله شخصيته، فهو-لعنه الله-من حمل إثم أكبر كذبة وأعظم فرية، فقد ادعى كذبا أنّه رب أعلى وإله لم يعلم لقومه إلها غيره. ثمّ يأتي بعد ذلك دوْرُ الأجهزة المختصة في الترويج المُستمر لتلك الفرية، ومرة بعد مرّة يُدخَل في روع الجماهير أنّ الطاغوت ليس فردا عاديا، وليس بشرا طبيعيا، كما حصل لبني إسرائيل حين لم يُصدّقوا موت فرعون وغرقه بعد أن تعرضوا لعملية مسح للذاكرة.
الكذب وسيلة من وسائل فرعون في مواجهته لموسى عليه السلام
وماذا يملك فرعون أمام الحجة والبرهان؟ لقد اتهم موسى-كذبا-بأنّه ساحر، يقول تعالى مخبرا عن قول فرعون:’’قال للملأ حوله إنّ هذا لساحر عليم‘‘(١)، وتلك أقرب فرية يُمكن أن يُصدّقها النّاس في زمن انتشر به السحر، لأنّ الطاغوت في ردّه على الحق لا بدّ أن يُفتش عن فرية شبه معقولة!فإن لم تُقنع النّاس فلا أقل من أن تُدخل الشك إلى قلوبهم.

(١) الشعراء: ٣٤].


الصفحة التالية
Icon