وفي المقابل نشاهد شعوبا ودولا قد غرقت بالديون التي تقدر بالمليارات نتيجة لهذه الهيمنة الاقتصادية القائمة على النّظام الربوي؛فانقسم العالم إلى فئة قليلة من الأغنياء وأغلبية من الفقراء، ودول غنية ترفل بالنّعيم وأخرى تأكلها الأزمات الاقتصادية، ممّا أسس لنمو النّظام الطبقي وما يتبع ذلك من أمراض اجتماعية ونفسية خطيرة تهدد الوجود الإنساني برمته. فالأمور تزداد سوءا مع طغيان المفهوم المادي النّفعي العلماني للحياة، فالذي يحكم العلاقات الدولية هي المصلحة النفعية المادية، ولم يعُد للقيم والأخلاق أي أثر في المعادلات الدولية.
وهنا لا بدّ من ملاحظة أن ما تقوم به بعض الدول من جدولة للديون أو شطب قسم منها أو التنفيس بين الفينة والأخرى عن الفقراء في العالم ليس شفقة أو رحمة بل هو خوف من حدوث انفجار عند الفقراء-دولا كانوا أو أفرادا-قد تكون له نتائج عكسية.
المبحث الخامس
السيطرة العسكرية


الصفحة التالية
Icon