الثاني: أنّ كيفية المواجهة ترتبط بالغايات المرادة من تلك المواجهة. فموسى عليه السلام كانت له مهمة، مفادها إرسال بني إسرائيل من قبضة فرعون والكف عن تعذيبهم، وذلك ما يُرشد إليه قوله تعالى:’’فأتياه فقولا إنّا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تُعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى، إنّا قد أوحي إلينا أنّ العذاب على من كذّب وتولى‘‘(١). وقوله تعالى:’’فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول رب العالمين، أن أرسل معنا بني إسرائيل‘‘(٢). أي(أطلقهم ولا تعذبهم بالتكاليف الصعبة وقتل الولدان، فإنّهم كانوا في أيدي القبط يستخدمونهم ويتعبونهم في العمل، ويقتلون ذكور أولادهم في عام دون عام، وفي هذا دليل على أن تخليص المؤمنين من الكفرة أهم من دعوتهم إلى الإيمان ويجوز أن يكون للتدريج في الدعوة)(٣).

(١) طه: ٤٧-٤٨].
(٢) الشعراء: ١٦-١٧].
(٣) تفسير البيضاوي(٤/٥٢-٥٣).


الصفحة التالية
Icon