. فدلّ الحديث على أنّ من أطاع بشرا في التحليل والتحريم فقد عبده من دون الله.
الفصل الأول: صفات شخصية فرعون
المبحث الأول: الاستكبار
المبحث الثاني: العلو
المبحث الثالث: الطغيان
المبحث الرابع: الظلم
المبحث الخامس: الإفساد
المبحث السادس: الإستبداد
المبحث السابع: الوهم والغرور
المبحث الثامن: الإسراف
المبحث التاسع: المكر
الفصل الأول
صفات شخصية فرعون
أحاول في هذا الفصل أن أتتبع نصوص الكتاب العزيز لأصل إلى فهم دقيق لهذه الشخصية التي طالما تحدث عنها القرآن، وذلك بإبراز صفاتها، سواء كانت تلك الصفات منصوص عليها بالعبارة الواضحة في كتاب الله-كالإستكبار مثلا-أو غير منصوص عليها كالوهم والغرور، ولكنّها تفهم من خلال حديث القرآن عن تلك الشخصية، من حيث سلوكها ومنهجها وتصورها والأساس الذي بنيت عليه، حيث أنّ بالإمكان بعد تدقيق النظر أن نتوصل إلى فهم أوسع لتلك الشخصية التي نثر القرآن الحديث عنها في مواضع عديدة لإسباب معلومة في بيان القرآن وطريقة تعبيره، مع ما يتبع ذلك من تحليل وربط بين تلك الصفات المجتمعة في نموذج تلك الشخصية المتمثل في شخص واحد هو فرعون.
يعتبر هذا الفصل بمثابة تشخيص للمرض المتمثّل بوجود هذه الشخصية، ممّا يساعدنا على التفريق بين المرض وأعراضه، وهو ما يختلط كثيرا في أذهان العاملين في سبيل التخلص من الطواغيت، فينشغلون بمعالجة الأعراض ويبقى المرض مستترا عليهم ينخر في جسم الأمّة، ومن هنا كان تشخيص المرض أولا ثمّ البحث عن أسبابه وطرق علاجه.
لقد وصف القرآن الكريم تلك الشخصية بالعديد من الصفات أهمها الاستكبار والعلو والطغيان والظلم والإفساد والاستبداد والوهم والغرور والإسراف والمكر، وإليك بيان ذلك فيما يلي من المباحث.
المبحث الأول


الصفحة التالية
Icon