وكما أنّ للعلوّ آثار مدمرة في حياة النّاس والجماهير، فإنّه أعظم آفة على طالبه؛فهو قد جعل نفسه إلها وشرع ينسب صفات الله لنفسه، ذلك أنّ(العظيم المستحق لأوصاف العلو والرفعة والجلال والعظمة والتقديس من كل آفة هو الله سبحانه وتعالى، وهو التي يستحقها بذاته)(١)، يقول الله تعالى:’’تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الإرض ولا فسادا‘‘(٢). فالله سبحانه يُخبرنا(أنّ الدار الآخرة ونعيمها المقيم الذي لا يحول ولا يزول جعلها لعباده المؤمنين المتواضعين الذين لا يريدون علوا في الأرض، أي ترفعا على خلق الله وتعاظما وتجبرا بهم ولا فسادا فيهم)(٣).
المبحث الثالث
الطغيان

(١) البيهقي: أبو بكر، أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى،(٣٨٤-٤٥٨هـ)، الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث، جزء واحد، تحقيق: أحمد عصام الكاتب، ط١، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ١٤٠١هـ.(٥٨)مع بعض التصرف، وسأشير إليه لاحقا هكذا(الاعتقاد). وانظر: المناوي: محمد عبد الرؤوف،(٩٥٢-١٠٣١)هـ، التوقيف على مهمات التعاريف، جزء: واحد، تحقيق: محمد رضوان الداية، ط: ١، دار الفكر المعاصر، دار الفكر، بيروت، دمشق، ١٤١٠هـ.(٥١٧)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(التعاريف).
(٢) القصص: ٨٣].
(٣) تفسير ابن كثير(٣/٤٠٣).


الصفحة التالية
Icon