أ-البعد الواقعي؛ذلك أنّ شخصية فرعون تتكرر بأشكال مختلفة وجوهر واحد، فأحيانا نراها متمثلة بشخص، يقول بلسان الحال-إن لم يقل بلسان المقال-أنا ربكم الأعلى، وأحيانا نرى شخصية فرعون متمثلة بالمنهج الذي يقوم عليه جمع من النّاس تواطأوا عليه، وتعاونوا على تطبيقه، وقهروا الأمم والشعوب في سبيل إخضاعهم له. فليس لأحد خيار إلاّ أن يدخل في دينهم ويحمل ثقافتهم وأفكارهم!كمن قالوا:’’لنخرجنّك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودنّ في ملتنا‘‘(١)، وبالتالي تتكرر الشخصية وإفرازاتها السلبية والمَرَضيَّة، فهي إذن شخصية واقعيه ندرك وجودها وحقيقتها وآثارها في حياة الناس.
فهي معاناة تتكرر كلما تهيأت لها الأسباب والظروف المواتية، ونحن نرى أنّه قد تهيأت الظروف هنا وهناك لمثل هذه الشخصية، فظهرت مرة أخرى في صور مختلفة؛ولهذا وجب إلقاء الضوء عليها كحاجة عصرية.
ب-البعد الإنساني؛لأنّ ظهور مثل هذه الشخصية كارثة إنسانية، وليست مشكلة إسلامية، وفي هذا إظهار للبعد الإنساني في القرآن، وهو يدعو لمجابهة هذه الشخصية.
ت-إظهار الإعجاز القرآني وهو يتحدث عن هذه الشخصية بشمول تام، حيث لم يدع الجماعة المسلمة تتفاجأ بمواجهة هذه الشخصية عندما تتكرر؛وهذا سبق للأحداث والحاجات. على عكس المناهج الوضعية التي تضع الحلول عند وقوع المشكلات.
ث-إبراز شخصية فرعون في القرآن في موضوع واحد، بحيث تصبح واضحة جلية لكل من أراد الإطلاع على هذه الشخصية التي ذكرها القرآن في مواضع متعددة، وهذا يعني فهم شخصية فرعون من خلال المعاني التي تُعرض متفرقة في مواضعها، ومن ثم ربط بعضها مع بعض للوصول إلى فهم عميق لهذه الشخصية.
ج-الكشف عن أوجه الترابط بين شخصية فرعون ونظام حكمه، وبين شخصيته ومجموعة القيم والمعتقدات السائدة في ذلك المجتمع، بمعنى أنّ فرعون ابن بيئته.
٢-مشكلة البحث:

(١) الأعراف: ٨٨].


الصفحة التالية
Icon