ولا يغرّنّك-في هذا المبحث-قول فرعون لموسى عليه السلام:’’إن كنت جئت بآية فات بها إن كنت من الصادقين(١)‘‘(٢). حيث(لم يكن هذا من فرعون حرية رأي، بل هي فرصة أمام فرعون وملئه أن يُظهروا موسى عليه السلام بمظهر الكاذب الذي يزعم أنّه رسول من رب العالمين بلا بينة ولا دليل)(٣)، وعندما أثبت موسى بيِّنته، ورأى فرعونُ الحقَّ هدد موسى وتوعده، وخرج من ميدان الحجة إلى ميدان السلاح والقوة؛ذلك أنّ فرعون صاحب الشعار المعروف’’ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد‘‘(٤)، أي ما أشير عليكم أيها الناس من الرأي والنصيحة وما أهديكم بهذا الرأي إلا سبيل الرشاد(٥).

(١) أي من عند من أرسلك كما تدعيه فأت بها أي فأحضرها حتى تثبت بها رسالتك إن كنت من الصادقين في دعواك فإن كونك من جملة المعروفين بالصدق يقتضي إظهار الآية لا محالة) تفسير ابي السعود(٣/٢٥٨)، وانظر: فتح القدير(٢/٢٣١)وتفسير ابن كثير(٢/٢٣٧)وتفسير الطبري(٩/١٤).
(٢) الأعراف: ١٠٦].
(٣) في ظلال القرآن(٣/٦٠٠).
(٤) غافر: ٢٩].
(٥) انظر: روح المعاني(٢٤/٦٥)وزاد المسير(٧/٢١٩)وتفسير الجلالين(١/٦٢٢)وتفسير الطبري(٢٤/٥٩)وتفسير القرطبي(١٥/٣١٠).


الصفحة التالية
Icon