الدراسات السابقة: لم أجد دراسة سابقة تبحث في هذا الموضوع كدراسة موضوعية من القرآن، وإنّما طُرِحَ هذا الموضوع على شكلٍ مفرق كما هو الحال في كتب التفسير، وقد تحدث الكثيرون عن فرعون ولكن على شكل مقتطفات من شخصيته بما يتناسب مع الموضوع المُراد بحثه؛فمن تحدث عن الظلم تحدث عن فرعون الظالم، وكذلك من تحدث عن الإستبداد والطغيان وغيرها من المواضيع ذات الصلة بشخصية فرعون. كما تحدث المؤرخون عن الفراعنة وتكلموا عن تلك الحقبة التاريخية…ولكن لم أجد من تحدَّث عن شخصية فرعون بهذا الأسلوب الموضوعي الشامل من القرآن.
منهج البحث: كان منهجي في البحث معتمداً على تجميع كل النصوص القرآنية التي تتحدث عن فرعون وتتصل به، ثمّ استعنت على فهم تلك النّصوص بالرجوع إلى كتب التفسير ومعاجم اللغة وبعض الكتب الإسلامية التي تحدثت عن جزئيات من الموضوع، كما استعنت بالحديث الشريف للدلالة على بعض المعاني المتصلة بالموضوع، ثمّ توسعت بالفهم وذلك بربط المعاني الجزئية بعضها مع بعض، والخروج بمفاهيم قرآنية حول الموضوع. ثمّ قمتُ بترتيب وتبويب تلك النصوص-بناء على ما تقدم من فهمي لها-وتوزيعها على الفصول والمباحث، وربطت بين تلك المفاهيم القرآنية وبين الواقع المعاش بأسلوب حركي قادر على معالجة الظواهر الواقعية المستجدة. وربما تكرر استشهادي بالآية الواحدة أكثر من مرة في مواضع متعددة، وذلك لتعدد المعاني التي تُفيدها الآية أو الآيات، وتلك سمة يتميز بها كتاب الله سبحانه. وربما-أيضا-جمعت العدد من الآيات التي تتحدث عن المعنى نفسه، ثمّ تحدثت عنها بشكل مجمل نظرا إلى المعنى العام الذي يجمعها. وهنا لا بدّ من تسجيل ملاحظة، وهي أننّي من المتأثرين بمنهج سيد قطب رحمه الله، وبالتالي سيظهر هذا التأثر في ثنايا هذا البحث.
وهكذا قسمت بحثي على الفصول والمباحث الآتية:
الفصل التمهيدي
المبحث الأول: عرض مجمل لقصة موسى مع فرعون.
المبحث الثاني: لمحة موجزة عن فرعون