قوله:﴿ وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه﴾ أي جعلكم خلفاء في التصرف فيه، من غير أن تملكوه حقيقة، فإن المال مال الله، والعباد خلفاء الله في أمواله، فعليهم أن يصرفوها فيما يرضيه، وقيل وجعلكم خلفاء من كان قبلكم ممن ترثونه وستنقل إلى غيركم ممن يرثكم، فلا تبخلوا به، كذا قال الحسن وغيره : وفيه الترغيب إلى الإنفاق في سبيل الخير قبل أن ينتقل عنهم ويصير إلى غيرهم، والظاهر أن معنى الآية الترغيب في الإنفاق في الخير وما يرضاه الله على العموم، وقيل هو خاص بالزكاة المفروضة ولا وجه لهذا التخصيص.(١)
قال مجاهد :﴿مستحلفين فيه ﴾ أىمعمرين فيه﴿من الظلمات إلى النور﴾ أى من الضلالة إلى الهدى(٢).
عبر جل شأنه عما بأيديهم من الأموال بذلك تحقيقا للحق وترغيبا في الإنفاق فإن من علم أنها لله تعالى وإنما هو بمنزلة الوكيل يصرفها إلى ما عينه الله تعالى من المصارف هان عليه الأنفاق أو جعلكم خلفاء عمن كان قبلكم فيما كان بأيديهم فانتقل لكم والمعنى الأول هو المناسب لقوله تعالى ﴿ له ملك السماوات ﴾.(٣)

(١) فتح القدير٥/١٦٧.
(٢) صحيح البخاري : ٤ ص: ١٨٥١.
(٣) روح المعاني٢٧/١٦٩.


الصفحة التالية
Icon