يوم يقول المنافقون والمنافقات} بدل من يوم ترى،﴿ للذين آمنوا انظرونا﴾ أى انتظرونا، يقولون ذلك لما أن المؤمنين يسرع بهم الى الجنة، كالبرق الخاطف على ركاب تزف بهم، وهؤلاء مشاة، أو انظروا إلينا، فإنهم إذا نظروا إليهم استقبولهم بوجوههم، فيستضيئون بالنور الذى بين أيديهم.(١)
وقرىء : أنظرونا من النظرة وهي الإمهال، جعل اتئادهم في المضى الى أن يلحقوا بهم أنظارا لهم.
﴿نقتبس من نوركم ﴾أي نستضيء منه، وأصله اتخاذ القبس، قيل طردا لهم وتهكما بهم من جهة المؤمنين، أو من جهة الملائكة.
﴿ ارجعوا وراءكم﴾ أي إلى الموقف.
﴿ فالتمسوا نورا﴾ فإنه من ثم يقتبس، أو إلى الدنيا، فالتمسوا النور بتحصيل مباديه من الإيمان والأعمال الصالحة، أو ارجعوا خائبين خاسئين، فالتمسوا نورا آخر، وقد علموا أن لا نور وراءهم، وإنما قالوه تخييبا لهم، أو أرادوا بالنور ما وراءهم من الظلمة الكثيفة، تهكما بهم.
﴿ فضرب بينهم﴾ بين الفريقين.
﴿ بسور﴾ أي حائط، والباء زائدة.
﴿ له باب باطنه﴾ أي باطن السور، أو الباب، وهو الجانب الذى يلي الجنة.
﴿ فيه الرحمة وظاهره﴾ وهو الطرف الذى يلي النار.
﴿ من قبله﴾ من جهته العذاب، وقرىء فضرب على البناء للفاعل.
﴿ ينادونهم﴾ استئناف مبني على السؤال، كأنه قيل: فماذا يفعلون بعد ضرب السور ومشاهدة العذاب ؟ فقيل: ينادونهم ألم نكن في الدنيا معكم، يريدون به موافقتهم لهم في الظاهر، قالوا بلى كنتم معنا بحسب الظاهر ولكنكم فتنتم أنفسكم، محنتموها بالنفاق وأهكلتموها، وتربصتم بالمؤمنين الدوائر وارتبتم في أمر الدين، وغرتكم الأماني الفارغة التي من جملتها الطمع في انتكاس أمر الإسلام
﴿حتى جاء أمر الله ﴾أي الموت،﴿ وغركم بالله الكريم الغرور﴾ أي غركم الشيطان بان الله عفو كريم لا يعذبكم.
وقرىء ﴿الغرور﴾ بالضم.﴿ فاليوم لا يؤخذ منكم فدية﴾ فداء.