ولكن ماذا يفعلون بعد ضرب السور ومشاهدة العذاب ؟ إنهم يحاولون التماس الأعذار والمبررات- وهذا هو شأن المنافقين والمنافقات فى كل زمان ومكان- كي يجدوا خلاصا لهذا الموقف العصيب، وذلك عن طريق دعواهم الكاذبة، قائلين لهم: ألم نكن في الدنيا معكم، ، قالوا : بلى، كنتم معنا بحسب الظاهر، ولكنكم فتنتم أنفسكم، بالنفاق وأهكلتموها، وتربصتم بالمؤمنين الدوائر، وارتبتم في أمر الدين، وغرتكم الأمانى الفارغة، حتى جاء الموت، وهو أمر الله الذى إذا جاء لا يؤخر، وغركم بالله الكريم، الشيطان الرجيم بأن الله عفو كريم لا يعذبكم، وهاأنتم الآن ترون سوء عاقبة نفاقكم، وإصراركم على كفركم، فاليوم لا يؤخذ منكم أيها المنافقون ولا من الذين كفروا ما يفديكم من عذاب الله، فهذه النار هي مصيركم، جزاءً وفاقا.
ما ترشد إليه الآيات الكريمات
- تذلل المنافقين والمنافقات على الصراط، بسؤال المؤمنين الانتظار ليقتبسوا من نورهم.
- تهكم المؤمنين بالمنافقين في قولهم ردا عليهم:﴿ ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا﴾ إذ لانور وراء المنافقين.
- إن المؤمنين في مكان آمن تحيط به الجنة، أما المنافقون ففي مكان مظلم، يؤدي بهم إلى جهنم- أعاذنا الله منها -.
- المنافقون والكافرون لاتقبل منهم فدية، تنجيهم من عذاب الله- عز وجل-.
- سوء عاقبة المنافقين، فالنار مأواهم وبئس المصير.
الدعوة إلى إحياء القلوب
قال الله تعالى:
﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَق وَلاَ يَكُونُواْ كَالَّذِينَ أُوتُواْالْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ منْهُمْ فَاسِقُونَ * إعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾.(١)
سبب النزول