أحدهما: أنهم الرسل يشهدون على أممهم بالتصديق والتكذيب، ودليل هذا القول قوله تعالى:﴿وجئنا بك على هؤلاء شهيدا﴾
الثاني: أنهم أمم الرسل يشهدون يوم القيامة.
وفيما يشهدون به قولان :
أحدهما : أنهم يشهدون على أنفسهم بما عملوا من طاعة ومعصية،
وهذا معنى قول مجاهد،
الثاني: يشهدون لأنبيائهم بتبليغهم الرسالة إلى أممهم،
وقال مقاتل قولا ثالثا : إنهم القتلى في سبيل الله- تعالى-، ونحوه عن ابن عباس أيضا قال : أراد شهداء المؤمنين
والواو: واو الابتداء، والصديقون على هذا القول مقطوع من الشهداء.
وقد اختلف في تعيينهم:
فقال الضحاك : هم ثمانية نفر، أبو بكر، وعلي، وزيد، وعثمان، وطلحة، والزبير وسعد، وحمزة، وتابعهم عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم - ألحقه الله بهم، لما صدق نبيه – صلى الله عليه وسلم-
وقال مقاتل بن حيان : الصديقون: هم الذين آمنوا بالرسل ولم يكذبوهم طرفة عين، مثل مؤمن آل فرعون، وصاحب آل ياسين، وأبي بكر الصديق، وأصحاب الأخدود.(١)
وقد رجح الإمام ابن جرير في تفسيره قول من يقول : إن المراد بالشهداء: هم الذين قتلوا في سبيل الله فقال:(٢)

(١) تفسير القرطبي ج: ١٧ ص: ٢٥٣و٢٥٤.
(٢) تفسير الطبري ج: ٢٧ ص: ٢٣١و٢٣٢، وانظر: محاسن التأويل: م٩ج١٦ص٤٧.


الصفحة التالية
Icon