وقد يسبق إلى الأذهان، أنه إذا كان القضاء قد سبق، فلا فائدة في الأعمال، وقد سبق أن سأل الصحابة- رضوان الله عليهم -النبي - ﷺ - هذا السؤال فأجابهم بما يشفي العليل ويروي الغليل فعن علي - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ - :﴿ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار، وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة، فقال رجل: يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال: من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة، وفي رواية أخرى : قال: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى﴾.
ما يرشد إليه النص الكريم
- سعة علم الله-عز وجل- وإحاطته لكل شيء.
- التهديد لمن أعرض عن أمر الله – عز وجل - وطاعته.
- إن الحزن على مافات، والفرح بما هو آت، لا تأثيرله فى دفع شر، ولا مدخل له فى جلب خير، لأن كل هذه الأمور مقدرة فى علم الله-عز وجل-.
- إن الفرح المنهي عنه، إنما هو ما أدى إلى الاختيال والفخر، وأما الفرح بنعم الله-عز وجل- المقترن بالشكر والتواضع، فإنه لا يستطيع أحد دفعه عن نفسه ولا حرج فيه.
- الله- سبحانه وتعالى-لا تضره طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين.
- الله- عز وجل- هو الغني المطلق، وما عداه مفتقر إليه﴿ يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد* إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد* وما ذلك على الله بعزيز﴾.(١)
إرسال الرسل بالبينات
قال الله تعالى: