وقال صاحب ( صفوة التفاسير ):( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) أي وخلقنا وأوجدنا الحديد فيه باس شديد، لأن آلات الحرب تتخذ منه، كالدروع والرماح والتروس والدبابات وغير ذلك ومنافع للناس أي وفيه منافع كثيرة للناس كسكك الحراثة والسكين والفأس وغير ذلك، وما من صناعة إلا والحديد آلة فيها، قال أبوحيان : وعبر تعالي عن إيجاده بالإنزال كما قال :( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ) لأن الأوامر وجميع القضايا والأحكام لما كانت تلقي من السماء جعل الكل نزولا منها، وأراد بالحديد جنسه من المعادن قاله الجمهور.
وذكر أصحاب ( المنتخب في تفسير القرآن الكريم ) مانصه : لقد أرسلنا رسلنا الذين اصطفيناهم بالمعجزات القاطعة، وأنزلنا معهم الكتب المتضمنة للأحكام وشرائع الدين والميزان الذي يحقق الإنصاف في التعامل، ليتعامل الناس فيما بينهم بالعدل، وخلقنا الحديد فيه عذاب شديد في الحرب، ومنافع للناس في السلم، يستغلونه في التصنيع، لينتفعوا به في مصالحهم ومعايشهم، وليعلم الله من ينصر دينه، وينصر رسله غائبا عنهم إن الله قادر بذاته، لايفتقر إلي عون أحد.
وجاءوا في الهامش ببعض من صفات الحديد وفوائده.
حديد الأرض في العلوم الكونية
بينما لاتتعدي نسبة الحديد في شمسنا ٠. ٠٠٣٧% فإن نسبته في التركيب الكيميائي لأرضنا تصل إلي ٣٥، ٩% من مجموع كتلة الأرض المقدرة بحوالي ستة آلاف مليون مليون مليون طن، وعلي ذلك فإن كمية الحديد في الأرض تقدر بأكثر من ألفي مليون مليون مليون طنا، ويتركز الحديد في قلب الأرض، أو مايعرف باسم لب الأرض، وتصل نسبة الحديد فيه إلي ٩٠% ونسبة النيكل ( وهو من مجموعة الحديد ) إلي ٩% وتتناقص نسبة الحديد من لب الأرض إلي الخارج باستمرار حتى تصل إلي ٥، ٦% في قشرة الأرض.


الصفحة التالية
Icon