وواضح من هذه الآية الكريمة، أن القرآن الكريم بنصه، يفصل فاتحة الكتاب عن بقية القرآن الكريم، وبذلك يصبح رقم سورة الحديد (٥٦) وهو الوزن الذري لأكثر نظائر الحديد شيوعا في الأرض، - كذلك - وصف سورة الفاتحة بالسبع المثاني وآياتها ست، يؤكد أن البسملة آية منها ( ومن كل سورة من سور القرآن الكريم ذكرت في مقدمتها، وقد ذكرت في مقدمة كل سور القرآن الكريم ماعدا سورة ( التوبة ) وعلي ذلك فإذا أضفنا البسملة في مطلع سورة الحديد إلي رقم آية الحديد وهو (٢٥) أصبح رقم الآية (٢٦) وهو نفس العدد الذري للحديد،
ولايمكن أن يكون هذا التوافق الدقيق قد جاء بمحض المصادفة، لأنها لايمكن أن تؤدي إلي هذا التوافق المبهر في دقته،
وصدق الله العظيم الذي قال في وصفه للقرآن الكريم:﴿ لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفي بالله شهيدا ﴾.(١)
وقوله تعالي :﴿ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾.(٢) (٣)
المعنى الإجمالي للآية الكريمة
فى هذه الآية الكريمة يقسم الله-عز وجل- بأنه أرسل رسله بالحجج والدلائل التى تشهد لهم بأنهم رسل من عنده، مؤيدين بالمعجزات إلى الناس، ليهدوهم إلى الطريق المستقيم، وأنزل إليهم الكتب السماوية، كالتوراة التى أنزلت على نبي الله موسى-عليه السلام - والإنجيل الذى أنزل على نبي الله عيسى-عليه السلام- والزبور الذى أنزل على نبي الله داود- عليه السلام- والقرآن الكريم الذى أنزل على أفضل الخلق، وحبيب الحق محمد- صلى الله عليه وسلم-
كما بين- سبحانه وتعالى- أنه أنزل معهم الميزان ليقوم الناس بالقسط، حتى ينشروا العدل بين الناس، وأنزل معهم الحديد، ليكون قوة شديدة في الدفاع عن النفس، ومصدر منفعة في شئون الحياة.
(٢) ٨٢/ النساء ٨٢.
(٣) راجع : موقع زغلول النجار على شبكة الإنترنت.
: