وقال الحرالي [وحقيقة الشفاعة : وصلة بين الشفيع والمشفوع له لمزية وصلة بين الشفيع والمشفوع عنده ] (١).
والشفاعة قسمان :
الشفاعة في الدنيا : وهي اتخاذ الوسائط عند أصحاب الجاه والسلطان في قضاء الحوائج ورد الحقوق لأصحابها وهي جائزة ما دامت تلك الحاجة مشروعة.
قال تعالى ﴿ من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيئ مقيتا ﴾ سورة النساء ٨٥.
وفي الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كان رسول الله ﷺ إذا جاءه السائل، أو طلبت إليه حاجة، قال: (اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء). (٢)
والشفاعة في الآخرة : وهي مختلفة اختلافا كبيرا عن الشفاعة في الدنيا كما سيتضح لنا من أنواعها.
النوع الأول : الشفاعة العظمى أو العامة وهي مخصصة بالحبيب المصطفي - ﷺ -.
روى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

(١) - نظم الدرر ١/٤٩٦ والحرالي هوعلى بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم التجيبي الأندلسي المالكي المعروف بالحرالي مفسر، وفقيه، وأصولي وعالم بالفلك والمنطق والطبيعيات وعلم الكلام ولد بمراكش ونشأ بها وجال في البلدان وتوفي بحماة من تصانيفه مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل في التفسير، الوافي في الفرائض، وغيرهما شذرات الذهب ٥/١٨٩ –ومعجم المؤلفين ٧/١٣
(٢) - رواه البخاري في صحيحه - كتاب الزكاة. باب: التحريض على الصدقة والشفاعة فيها.
الحديث رقم ١٣٦٥ –وقوله (اشفعوا) توسلوا في قضاء حاجة من طلب أو سأل. (تؤجروا) يكن لكم مثل أجر قضاء حاجته].


الصفحة التالية
Icon