﴿ العلى ) بذاته على جميع مخلوقاته، وهو العلى بعظمة صفاته وهو العلى الذى قهر المخلوقات ودانت له الموجودات وخضعت له الصعاب وذلت له الرقاب ﴾(١)
فهو سبحانه العلى في ذاته وفي صفاته وكل ما ورد في القرآن والسنة النبوية في بيان علوه جل شأنه : فإننا نؤمن به ونقر به كما جاء بدون تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف فالله - عز وجل - كما أخبر عن نفسه ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) سورة الشورى ١١
قال ابن كثير في تفسيره ﴿٠٠٠فقوله وهو العلى العظيم كقوله تعالى ( الكبير المتعال )سورة الرعد ٩، وهذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحاج الأجود فيها طريقة السلف الصالح، أمروها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه (٢)
( العظيم ) " ذو العظمة والهيبة والجلال والكمال، وهو الكبير المتعال لا يعجزه شىء ولا يحيط العقل بكنه ذاته و لا صفاته ٠
{ ( العظيم ) ذو العظمة الذى كل شىء دونه، فلا شىء أعظم منه ﴾
(٣).
﴿ ( العظيم ) : الذى يستحقر بالنسبة إليه كل ما سواه ٠٠﴾ (٤).
﴿ ( العظيم ) الكبير الذى لا شىء أعظم منه ﴾ (٥) وفي الحديث القدسى يقول - جل جلاله - ﴿ الكبرياء ردائى و العظمة إزاري ﴾(٦)
﴿ ( العظيم ) أى العظيم الشأن، القادر الذى لا يعجزه شىء والعالم الذى لا يخفي عليه شىء لا نهاية لمقدوراته و لا غاية لمعلوماته ﴾ (٧)

(١) - تفسير السعدى ١/٢١٨
(٢) - تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٣١٠
(٣) - جامع البيان ٣ / ٣٩٥
(٤) - إرشاد العقل السليم ١/ ١٨٨
(٥) - السراج المنير ١/١٦٩
(٦) - الحديث رواه أبو داود في السنن باب ما جاء في الكبر ح ٤٠٩٠ ورواه ابن ماجة في السنن عن أبي هريرة باب البراءة من الكبر والتواضع ح ٤١٧٤ وأورده السيوطي في الجامع الصغير ح ٦٠٣٣ وأشار إليه بالصحة
(٧) - مجمع البيان للطبرسى ١/٦٢٩


الصفحة التالية
Icon