روى الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده و ابن ماجة في السنن والبغوى في تفسيره عن أبى موسى الأشعرى - رضي الله عنه - قال قام فينا رسول الله - ﷺ - بخمس كلمات فقال إن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام ولكنه يخفض القسط ويرفع، إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه }(١)
... والسِّنة أصلها من الفعل وسن يسن، حذفت الفاء من المضارع ومن المصدر كما يقال : عدة - بكسر العين، والسنة : النعاس، والنعاس ما يتقدم النوم من الفتور وانطباق العين فإذا صار في القلب صار نوما ٠
قال الشاعر : وسنان أقصده النعاس فرنّقت في عينه سنة وليس بنائم (٢)

(١) - - الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبى موسى الأشعري ك الإيمان –باب ما جاء في رؤية الله ( صحيح مسلم بشرح النووي ٣/ ١٤، ١٥ حديث ٢٩٣، ٢٩٤ وروه ابن ماجة في السنن –المقدمة ١/٧٠ حديث ١٩٥-ورواه الإمام أحمد في مسنده ٤/٤٠٠- ورواه الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة حديث ١٠٤٨ –٢/٤٦١ والبغوي في شرح السنة ١/ ١٧٣ وابن ماجة في السنن المقدمة ١٣ –ورواه الإمام أحمد في مسنده ٤/ ٤٠١، ٤٠٥ والطيالسي في مسنده حديث ٤٩١ ص ٦٧ ٠
(٢) – البيت للشاعر عدي بن الرقاع العاملي والبيت الذي سبقه هو :-
وكأنها بين النساء أعارها عينيه أحور من جآذر جاسم
والحور صفاء سواد العين و بياض بياضها، والجآذر جمع جؤذر وهو ولد الظبية، وجاسم موضع معين، ووسنان نعت أحور وأقصده النعاس أي أصابه النعاس، وهو ما يتقدم النوم من الفتور والغفلات، ورنق الماء : كدر وترنق تكدر ورنق الطائر إذا وقف في الهواء صافا جناحيه يريد الوقوع فالمعنى وقفت في عينيه سنة ويجوز رنقت عينيه سنة أي كدرتها وهذا يشعر بتشبيه العين بالماء في شدة الصفاء، والسنة من وسن فهو وسنان وسبب النوم ريح يقوم في أغشية الدماغ فإذا وصلت إلى العين فترت، وهذا هو الوسن وإذا وصل إلى القلب وتمكن منه زال إدراك الحواس وهذا هو النوم ولذلك نفاه مع إثبات السنة.
يراجع مشاهد الإنصاف على شواهد الكشاف للشيخ محمد عليان المرزوقي ـ بذيل الكشاف ١/٣٠٠ وآمالي المرتضى ٢/١٥١


الصفحة التالية
Icon