ومع ذلك فلقد كان للناس مواقف متباينة من الرسل الكرام فمنهم من آمن ومنهم من كفر، وتلك سنة من سنن الله الكونية والإنسانية : سنة الاختلاف، فسبحان من جلت حكمته وعلت مشيئته ونفذ مراده فلا يقع في ملكه إلا ما أراده :
مشيئة الخالق الباري وحكمته وقدرة الله فوق الشك والتهم
قال تعالى ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ {٢٥٣﴾ }
ثم يأتي النداء الإلهي إلى الطائفة المؤمنة يأتي بتوجيه جديد إلى المؤمنين أن يبادروا ويسارعوا بالإنفاق في شتى وجوه الخير قبل انقضاء الآجال وانطواء صحائف الأعمال والعرض على الكبير المتعال في يوم لا بيع فيه ولا خلال، ولا شفاعة، فيا حسرة على من لا يقدم لنفسه الإيمان ٠
ياحسرة على من ظلم نفسه فأوردها موارد الهلاك والخسران
يا حسرة على من آثر الكفر والعصيان على الإيمان وطاعة الرحمن
يا حسرة على من أعرض عن الحق مع وضوح الحجة وجلاء البرهان
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾ )