وفى هذا دلالة على سعة ملكه وعظمة سلطانه وإحاطة علمه، فضلاً عن قدرته - عز وجل - على حفظ هذا الملك الواسع وتدبيره، وفى عظمة مخلوقاته ما يدل على عظمته ه- عز وجل -.
﴿ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُما ﴾
فالقريب والبعيد والقليل والكثير، والعسير واليسير، والعظيم والحقير عنده سواء، وصدق - عز وجل - إذ يقول :﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون(١) ﴾ ﴿ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَر ﴾ (٢).
فسبحانه من لا يعجزه شيئ، ولا يعزب عنه شيئ، وهو القاهر لكل شيئ، وهو القائم على كل شيئ.
﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾
( العلي ) في ذاته وصفاته وأفعاله.
( العلي ) فلا شيئ فوقه ولا رتبة فوق رتبته.
( العلي ) المتعالى عن الأشباه والأنداد.
( العلي ) تاهت الألباب في جلاله وعجزت عن وصف كماله، قهر جميع المخلوقات ودانت له كل الكائنات، وخشعت له الأصوات، وخضعت له الرقاب وذلت له الصعاب
( العلي ) فهو أعلى من أن يحيط به وصف واصف، أو معرفة عارف.
( العلي ) بقدرته وسلطانه.
( العظيم ) ذو العظمة والهيبة، والجلال والكمال، والبهاء والكبرياء، ولا عظيم إلا ما عِظمه، فالعظمة له ومنه، ولا شيئ أعظم منه فهو العظيم فوق كل عظيم.

(١) - سورة يس ٨٢
(٢) سورة القمر ٥٠


الصفحة التالية
Icon