قيل المراد به: التزين والتشوف للنكاح بما يوافق الشرع(١).
وقيل المراد به: ترك الحداد، وهذا قول ابن جرير(٢).
قلت: ويلزم من ترك الحداد: التزين والتطيب والتشوف، فيكون هذا موافقا لما سبقه، وقد بين ابن جرير ذلك(٣).
وقيل المراد به: الخروج من المنزل الذي اعتدت فيه.
وهذا القول ذكره ابن كثير، وقال عنه: وهذا القول له اتجاه وفي اللفظ مساعدة له، وقد اختاره جماعة، ومنهم الإِمام أبو العباس ابن تيمية(٤).
٥- المعنى الخامس: قال تعالى: ﴿قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾ البقرة: ٢٦٣.
المراد به: الكلمة الطيبة والدعاء الحسن(٥) ومنه الحديث الصحيح: "لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً ولوأن تلقى أخا لك بوجه طلق" رواه مسلم(٦).
ومثل هذا قوله سبحانه: ﴿وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾ النساء ٥(٧).

(١) تفسير البغوي ١/ ٢٢٢، وزاد المسير ١/ ٢٨٦ وتفسير القرطبي ٣/٣٢٨.
(٢) تفسير ابن جرير (٢/٥٨٣).
(٣) انظر تفسير ابن جرير (٢/٥٨٣).
(٤) تفسير ابن كثير (١/٥٢٧).
(٥) تفسير ابن جرير (٣/ ٦٤)، وتفسير ابن كثير (١/ ٥٦٤)، والبغوي (١/ ٢٥٠) والقرطبي (٣/ ٣٠٩)، وابن الجوزي (١/ ٣١٨).
(٦) انظر صحيح مسلم كتاب البر والصلة ٤/٢٠٢٦رقم ٤٤ ١ ومسند أحمد ٥/١٧٣ من حديث أبي ذر وهوعند أحمد في المسند ٣/٣٤٤، ٣٦٠ والترمذي في البر والصلة باب ما جاء في طلاقة الوجه وحسن البشر ٦/١٩٦من حديث جابر بن عبد الله مرفوعا بلفظ: "كل معروف صدقة وإن من المعروف الخ " وفيه زيادة. وقال عنه الترمذي: حسن صحيح.
(٧) تفسير ابن جرير (٤/٢٥٠) وابن الجوزي (٢/ ١٣). والبغوي (١/ ٣٩٣) ٠ القرطبي (٥/ ٣٣).


الصفحة التالية
Icon