وأخبرت رضي اللّه عنها عن النبي ﷺ بقولها: "كان يأمرني فأغسل رأسه وأنا حائض"(١).
"وكان يتكئ في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن"(٢).
وثبت في الصحيح عنها أنها قالت: كنت أتعرق العرق وأنا حائض فأعطيه النبي ﷺ فيضع فمه في الموضع الذي وضعت فمي فيه، وأشرب الشراب وأناوله فيضع فمه في الموضع الذي كنت أشرب منه(٣).
وتقول رضي اللّه عنها: "كنت أنا ورسول اللّه ﷺ نبيت في الشعار الواحد وأنا حائض طامث فإن أصابه شيء غسل مكانه لم يعده وإن أصابه- يعني ثوبه- غسل مكانه ولم يعده وصلى فيه"(٤).
إنه تعامل رفيع، وحسنُ خلقٍ عظيم، يشعر الإنسان من خلاله بإنسانيته وإنه مقدر ومحترم.
ثالثاً: ضياع حقوقها وإلحاق الضرر بها
إن الله سبحانه حرّم الظلم على نفسه، وجعله بين خلقه محرماً حيث قال: "ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً فلا تظالموا" رواه مسلم.
وإن المرأة لاقت في حياة الجاهلية قديماً وحديثاً ألواناً وصوراً شتى من الظلم والعدوان. فمن ذلك:
١- عضلها: وهومنعها من حقها وإلحاق الضرر بها حسياً ومعنويا.
قال تعالى: ﴿وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ...﴾ النساء: ١٩.
(٢) انظر صحيح مسلم كتاب الحيض باب جواز غسل الحائض رأس زوجها ١/ ٢٤٤ رقم ١٠ و ١٤ و١٥.
(٣) انظر صحيح مسلم كتاب الحيض باب جواز غسل الحائض رأس زوجها ١/ ٢٤٤ رقم ١٠ و ١٤ و١٥.
(٤) رواه أبو داود في النكاح باب في إتيان الحائض ومباشرتها ٢/ ٦٢١ وكذلك أخرجه في كتاب الطهارة باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع ١/١٨٥ والنسائي في الطهارة باب مضاجعة الحائض ١/ ١٥٠.