وأول من رتب ذلك – من المؤلفات التي وصلت إلينا – أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني (٣٣٠ هـ) في كتابه المسمّى (نزهة القلوب) ؛ إذ يقول في مقدمته: " فهذا تفسير غريب القرآن، أُلّف على حروف المعجم؛ ليقرب تناوله ويسهل حفظه على من أراده وبالله التوفيق والعون " (١)، ولكنه لم يوضح نهجه بدقة، ومن خلال مطالعة الكتاب يظهر أنه رتب الألفاظ وفق صورتها اللفظية كما وردت في القرآن الكريم، دون النظر إلى أصلها الاشتقاقي، مراعيا الحرف الأول فقط، مبتدئا بباب (الهمزة) ومختتما بباب (اللام ألف) ثم (الياء)، ولكنه يقسم كل باب –بحسب حركته – إلى ثلاث فصول: المفتوح فالمضموم فالمكسور – ماعدا الباب قبل الأخير (٢) - ثم يورد كلماته مرتبة وفق ورودها في المصحف الشريف.
ولم يتابعه أحد من المصنفين في معاجم الألفاظ القرآنية سوى مصطفى بن حسين الذهبي (١٢٨٠ هـ) في شرحه لألفية الحافظ العراقي (٨٠٦ هـ) وذلك اتباعا للنظم (٣)، كمانص عليه في البيت الثاني فقال:
واخترت ترتيبا على الحروف | الثاني والثالث في التأليف |
وأذكر الحرف بنص المنزل | وربما أشرت إن لم يسهل |
ب– الصورة الثانية: ترتيب الألفاظ وفق حروف الهجاء بعد تجريدها مع مراعاة الحرف الأول فالثاني فالثالث (إن وجد).
(٢) فيه فصلان فقط: اللام ألف المفتوحة واللام ألف المكسورة. ينظر الكتاب: ٤٩٧ – ٥٠٠
(٣) ينظر: المعجم العربي (نصار) : ١/ ٣٩، ومعجم المعاجم: ١٥، ١٦.
(٤) المعجم العربي ١ / ٣٩