والآثار وطرق أسانيدها وأسماء رواتها، فإن ذلك علم مستقل بنفسه مشهور بين أهله " (١).
ثم تلاه الراغب الأصفهاني (٥٠٢هـ) في كتابه (المفردات) ورتب ألفاظه هجائيا – بعد تجريدها من زوائدها – مراعيا التدرج في حروف الكلمة الأصلية، وصرح بذلك في مقدمة كتابه فقال: " وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتاب مستوف فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجي فنقدم ما أوله الألف – ويعني بها الهمزة – ثم الباء على ترتيب حروف المعجم، معتبرا فيه أوائل حروفه الأصلية دون الزوائد (٢) "، والتزم هذا النهج بدقة.
ولا يؤثر في ذلك إخلاله في تصدير فصوله بالثنائي المقصور دون مراعاة لحرفه الثالث وكذا المضعّف الثلاثي والمهموز والمعتل.
ثم ألف محمد بن أبي بكر المديني الأصفهاني (٥٨١ هـ) (المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث) متأثرا فيه بمنهج أبي عبيد الهروي، إذ يقول في مقدمته: " وخرجت كتابي على ترتيب كتاب أبي عبيد سواء بسواء، وسلكت طريقه حذو النّعل بالنّعل في إخراج الكلم في الباب الذي يليق بظاهر لفظها وان كان اشتقاقها مخالفا لها" (٣).
كما صنف أبو حيان الأندلسي (٧٤٥ هـ) (تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب) وفق هذا المنهج أيضا، فرتب الألفاظ – وفق أصولها – بالنظر إلى الحرف الأول فالأخير فقط دون الحشو، ونمثل لذلك بحرف
(الراء) فقد أورد فيه المواد على هذا النحو:
(٢) المفردات (بتحقيق دواودي) : المقدمة: ٥٥
(٣) المجموع المغيث ١ / ٤.