الحروف أم كانت غير مرتبة عليها " (١) ولكنهم يميّزون النوع الأول بوصفه بـ (الهجائي).
أما العلاقة بينهما فالعموم والخصوص من وجه؛ إذ إن كلاّ منهما يرتّب –حسب الهجاء – ألفاظاً معيّنة، غير أن (المعجم) يرتّبها ويشرحها، أما (الفهرس) فيرتبها ولا يشرحها وإنما يرشد إلى مكان ورودها.
مدلول (المعجم المفهرس) وأولية المصطلح:
يطلق مصطلح المعجم المفهرس concordance على نوع من التأليف المعجمي الحديث الذي يرتبط بمجموعة من النصوص ذات الحجم الكبير فيفهرس ألفاظها – هجائياً- ثم يذكر اللفظة مع كل مواضع استخدامها في تلك النّصوص بطريقة حصريّة، ويشير إلى هذه المواضع بذكر الكتاب والصفحة والسطر.
وهو بهذا ينفرد عن المعجم اللغوي فليس من شأنه ذكر دلالات الألفاظ، بل هدفه " الحصر الشامل للجمل التي استخدمت فيها الكلمة، وهو بذلك يعّد أداةً من أدوات البحث في الدلالة " (٢).
وظهر هذا المصطلح – في العربية – عنواناً للفهرس الذي نظّمه ورتّبه الدكتورأ. ي. وِنْسِنْك وجماعة من المستشرقين لألفاظ الحديث النبوي الشريف (٣)، ثم وضعه محمد فؤاد عبد الباقي عنواناً لمعجمه الشهير.
(٢) ينظر: الاتجاهات الحديثة في صناعة المعجمات، مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ٤٠/٩٩.
(٣) نشرته – أولاً- مكتبة برلين في لندن عام ١٩٣٦