بالمعجم العربي، ولعل مؤلفه يعود إلى تقويمه، إن كان ممن يغار على العربية من عقوق أبنائها حقا" (١).
ووصف أحد المعاصرين المعاجم اللغوية التي اختارت هذا المنهج بأنها معاجم متطرفة في تجديدها، وقال: " وقد وصفنا هذه المعاجم الألفبائية بالتطرف؛ لأنها تغفل أهم خصائص اللغة العربية، وهي أنها لغة اشتقاقية تنتظم فيها الكلمات في أسر، ولأن هذا الترتيب – إذا شاع – يقطع صلة الناشئة بالمعجم العربي القديم؛ ولأن الترتيب حسب الأصول الاشتقاقية ييسر على الطالب إدراك العلاقات بين الكلمات التي يجمعها أصل واحد، وهذه غاية يتضاءل أمامها التيسير على الطالب في الكشف عن طلبته (٢) ".
ويعزز وجهة نظره معاصر آخر ويرى أن الفريق القائل به في معاجم اللغة غير عملي، ويقول: " ولا خلاف – أيضا – في صلاحية هذا المنهج في مسارد المصطلحات المحددة كما سابقا في تعريفات الجرجاني وكليات أبي البقاء، ولاحقا في معاجم قانونية أو اقتصادية أو معاجم متخصصة في ناحية من نواحي العلم أو حتى عامة فيه، أما أن تدرج كلمات اللغة مع مزيداتها ألفبائيا بحجة التبسيط في معجم يراد له أن يستغرق اللغة حتى في مستوى متوسطي فأمر غير عملي، بل أراني في فريق القائلين بأنه غير مبرر في المستوى الذي استهدفه معظمها (٣) " ولاشك أن في هذا القول توسطاً وعدم مغالاة يمكن المصير إليه في التفرقة بين المعاجم اللغوية التي وُضعت قصداً للربط بين المفردات الاشتقاقية في اللغة وبين معاجم أخرى " اصطلاحية أو

(١) المعجم العربي بين الماضي والحاضر: ٥٩.
(٢) في المعجمية العربية المعاصرة: ٥١٩.
(٣) المصدر السابق: ٦٢٨


الصفحة التالية
Icon