وقَوْله تَعَالَى :﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ ؛ الْإِذْنُ هُنَا الْعِلْمُ فَيَكُونُ اسْمًا إذَا كَانَ مُخَفَّفًا، وَإِذَا كَانَ مُحَرَّكًا كَانَ مَصْدَرًا، كَمَا يَقُولُ : حَذِرَ الرَّجُلُ حَذَرًا فَهُوَ حَذِرٌ ؛ فَالْحَذِرُ الِاسْمُ ؛ وَالْحَذَرُ الْمَصْدَرُ، وَيَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ مِمَّا يُقَالُ عَلَى وَجْهَيْنِ كَشَبَهٍ وَشِبْهٍ وَمَثَلٍ وَمِثْلٍ، وَقِيلَ فِيهِ ﴿ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ أَيْ : بِتَخْلِيَتِهِ، وَقَالَ الْحَسَنُ :" مَنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْعَهُ فَلَمْ يَضُرَّهُ السِّحْرُ وَمَنْ شَاءَ خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فَضَرَّهُ ".