بِرِوَايَتِهِ، قَالَ شُعْبَةُ : لَأَنْ أَزْنِيَ سَبْعِينَ زَنْيَةً أَحَبَّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِيَ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ فَإِنْ احْتَجَّ مُحْتَجٌّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ ﴾ وَأَنَّهُ عُمُومٌ فِي الطَّافِي وَغَيْرِهِ، قِيلَ لَهُ : الْجَوَابُ عَنْهُ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدِهِمَا : أَنَّهُ مَخْصُوصٌ بِمَا ذَكَرْنَا مِنْ تَحْرِيمِ الْمَيْتَةِ وَالْأَخْبَارِ الْوَارِدَةِ فِي النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ الطَّافِي.
وَالثَّانِي : أَنَّهُ رُوِيَ فِي التَّفْسِيرِ فِي قَوْله تَعَالَى :﴿ وَطَعَامُهُ ﴾ أَنَّهُ مَا أَلْقَاهُ الْبَحْرُ فَمَاتَ، وَ " صَيْدُهُ " مَا اصْطَادُوا وَهُوَ حَيٌّ، وَالطَّافِي خَارِجٌ مِنْهُمَا لِأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا أَلْقَاهُ الْبَحْرُ وَلَا مِمَّا صِيدَ ؛ إذْ غَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يُقَالَ : اصْطَادَ سَمَكًا مَيِّتًا، كَمَا لَا يُقَالَ : اصْطَادَ مَيِّتًا.
فَالْآيَةُ لَمْ تَنْتَظِمْ الطَّافِيَ وَلَمْ تَتَنَاوَلْهُ، وَاَللَّهُ أَعْلَمْ.