ابْنِ عَبَّاسٍ ﴿ : وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ قَالَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ " وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ :﴿ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ قَالَ :" الرُّخْصَةُ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ "، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : إذَا كَانَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ :﴿ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ ﴾ الْجِمَاعَ، فَقَوْلُهُ :﴿ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَحْمُولًا عَلَى الْجِمَاعِ لِمَا فِيهِ مِنْ تَكْرَارِ الْمَعْنَى فِي خِطَابٍ وَاحِدٍ، وَنَحْنُ مَتَى أَمْكَنَنَا اسْتِعْمَالَ كُلِّ لَفْظِ عَلَى فَائِدَةٍ مُجَدَّدَةٍ فَغَيْرُ جَائِزٍ الِاقْتِصَارُ بِهَا عَلَى فَائِدَةٍ وَاحِدَةٍ، وَقَدْ أَفَادَ قَوْلُهُ :﴿ : فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ ﴾ إبَاحَةَ الْجِمَاعِ، فَالْوَاجِبُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ :﴿ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ عَلَى غَيْرِ الْجِمَاعِ، ثُمَّ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ عَلَى مَا رَوَاهُ أَبُو الْجَوْزَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ الْوَلَدَ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ مِمَّنْ قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، أَوْ الرُّخْصَةَ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّفْظُ مُحْتَمِلًا لِهَذِهِ الْمَعَانِي وَلَوْلَا احْتِمَالُهُ لَهَا لَمَا تَأَوَّلَهُ السَّلَفُ عَلَيْهَا وَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَحْمُولًا عَلَى الْجَمِيعِ، وَعَلَى أَنَّ الْكُلَّ مُرَادُ اللَّهِ تَعَالَى فَيَكُونُ اللَّفْظُ مُنْتَظِمًا لِطَلَبِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي رَمَضَانَ وَلِاتِّبَاعِ رُخْصَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَلِطَلَبِ الْوَلَدِ، فَيَكُونُ الْعَبْدُ مَأْجُورًا عَلَى مَا يَقْصِدَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَيَكُونُ الْأَمْرُ بِطَلَبِ الْوَلَدِ عَلَى مَعْنَى مَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :﴿ تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾، وَكَمَا سَأَلَ زَكَرِيَّا رَبَّهُ أَنْ يَرْزُقَهُ وَلَدًا بِقَوْلِهِ :﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ﴾.
وَقَوْلُهُ :﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ﴾ إطْلَاقٌ مِنْ حَظْرٍ، كَقَوْلِهِ :{ فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا


الصفحة التالية
Icon