فَاكْتُبُوهُ } مُخَاطَبَةٌ لِمَنْ جَرَى ذِكْرُهُ فِي أَوَّلِ الْآيَةِ وَهُوَ :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ ﴾ فَإِنَّمَا أَمَرَ بِذَلِكَ لِلْمُتَدَايِنَيْنِ.
فَإِنْ قِيلَ : مَا وَجْهُ قَوْله تَعَالَى :﴿ بِدَيْنٍ ﴾ وَالتَّدَايُنُ لَا يَكُونُ إلَّا بِدَيْنٍ ؟ قِيلَ لَهُ : لِأَنَّ قَوْله تَعَالَى ﴿ تَدَايَنْتُمْ ﴾ لَفْظٌ مُشْتَرَكٌ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الدِّينِ الَّذِي هُوَ الْجَزَاءُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ يَعْنِي يَوْمَ الْجَزَاءِ، فَيَكُونُ بِمَعْنَى ( تَجَازَيْتُمْ ) فَأَزَالَ الِاشْتِرَاكَ عَنْ اللَّفْظِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :﴿ بِدَيْنٍ ﴾ وَقَصَرَهُ عَلَى الْمُعَامَلَةِ بِالدَّيْنِ ؛ وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ عَلَى جِهَةِ التَّأْكِيدِ وَتَمْكِينِ الْمَعْنَى فِي النَّفْسِ.