وقَوْله تَعَالَى :﴿ وَآلَ إبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ ﴾ رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ أَنَّ آلَ إبْرَاهِيمَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ عَلَى دِينِهِ ؛ وَقَالَ الْحَسَنُ :" وَآلُ عِمْرَانَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ لِأَنَّهُ ابْنُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ ؛ وَقِيلَ : آلُ عِمْرَانَ هُمْ آلُ إبْرَاهِيمَ، كَمَا قَالَ ﴿ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ﴾ وَهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ ابْنَا عِمْرَانَ.
وَجَعَلَ أَصْحَابُنَا الْآلُ، وَأَهْلَ الْبَيْتِ وَاحِدًا فِيمَنْ يُوصِي لِآلِ فُلَانٍ أَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ : لِأَهْلِ بَيْتِ فُلَانٍ، فَيَكُونُ لِمَنْ يَجْمَعُهُ وَإِيَّاهُ الْجَدُّ الَّذِي يُنْسَبُونَ إلَيْهِ مِنْ قِبَلِ الْآبَاءِ نَحْوُ قَوْلِهِمْ آلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ، هُمَا عِبَارَتَانِ عَنْ مَعْنًى وَاحِدٍ ؛ قَالُوا : إلَّا أَنْ يَكُونَ مَنْ نُسِبَ إلَيْهِ الْآلُ هُوَ بَيْتٌ يُنْسَبُ إلَيْهِ، مِثْلُ قَوْلِنَا : آلُ الْعَبَّاسِ وَآلُ عَلِيٍّ، وَالْمَعْنِيُّ فِيهِ أَوْلَادُ الْعَبَّاسِ، وَأَوْلَادُ عَلِيٍّ الَّذِينَ يُنْسَبُونَ إلَيْهِمَا بِالْآبَاءِ ؛ وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْمُتَعَارَفِ الْمُعْتَادِ.