وَبَلَغَ عُلُوَّ الْمَنْزِلَةِ بِهِ، فَلَا تَتَمَنَّوْا خِلَافَ هَذَا التَّدْبِيرِ، فَإِنَّ لِكُلٍّ مِنْهُمْ حَظَّهُ وَنَصِيبَهُ غَيْرُ مَبْخُوسٍ وَلَا مَنْقُوصٍ وَالْآخَرُ : أَنَّ لِكُلِّ أَحَدٍ جَزَاءُ مَا اكْتَسَبَ فَلَا يُضَيِّعُهُ بِتَمَنِّي مَا لِغَيْرِهِ مُحْبِطًا لِعَمَلِهِ.
وَقِيلَ فِيهِ : إنَّ لِكُلِّ فَرِيقٍ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ نَصِيبًا مِمَّا اكْتَسَبَ مِنْ نِعَمِ الدُّنْيَا، فَعَلَيْهِ أَنْ يَرْضَى بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ.
وقَوْله تَعَالَى :﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ قِيلَ فِيهِ : إنَّ مَعْنَاهُ إنْ احْتَجْتُمْ إلَى مَا لِغَيْرِكُمْ فَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يُعْطِيَكُمْ مِثْلَ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِهِ، لَا بِأَنْ تَتَمَنَّوْا مَا لِغَيْرِكُمْ ؛ إلَّا أَنَّ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ تُغْنِي إنْ تَكُنْ مَعْقُودَةً بِشَرِيطَةِ الْمَصْلَحَةِ، وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.