تُصْبِحُونَ } الْفَجْرَ ﴿ وَعَشِيًّا ﴾ الْعَصْرَ ﴿ وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴾ الظُّهْرَ ".
وَعَنْ الْحَسَنِ مِثْلُهُ.
وَرَوَى أَبُو رَزِينٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ :﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ قَالَ :" الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ " وَقَالَ :﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾.
وَهَذِهِ الْآيَةُ مُنْتَظِمَةٌ لِأَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ أَيْضًا.
فَهَذِهِ الْآيَاتُ كُلُّهَا فِيهَا ذِكْرُ أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ مِنْ غَيْرِ تَحْدِيدٍ لَهَا، إلَّا فِيمَا ذُكِرَ مِنْ الدُّلُوكِ فَإِنَّهُ جَعَلَهُ أَوَّلَ وَقْتٍ لِتِلْكَ الصَّلَاةِ، وَوَقْتُ الزَّوَالِ وَالْغُرُوبِ مَعْلُومَانِ، وقَوْله تَعَالَى :﴿ إلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾ لَيْسَ فِيهِ بَيَانُ نِهَايَةِ الْوَقْتِ بِلَفْظٍ غَيْرِ مُحْتَمِلٍ لِلْمَعَانِي، وَقَوْلُهُ :﴿ حِينَ تُمْسُونَ ﴾ إنْ أَرَادَ بِهِ الْمَغْرِبَ كَانَ مَعْلُومًا، وَكَذَلِكَ ﴿ تُصْبِحُونَ ﴾ لِأَنَّ وَقْتَ الصُّبْحِ مَعْلُومٌ، وَقَوْلُهُ :﴿ طَرَفَيْ النَّهَارِ ﴾ لَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى تَحْدِيدِ الْوَقْتِ لَاحْتِمَالِهِ أَنْ يُرِيدَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَذَلِكَ لِأَنَّ وَسَطَ النَّهَارِ هُوَ وَقْتُ الزَّوَالِ، فَمَا كَانَ مِنْهُ فِي النِّصْفِ الْآخِرِ فَهُوَ طَرَفٌ، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مِنْهُ فِي النِّصْفِ الْأَوَّلِ فَهُوَ طَرَفٌ.
وَجَائِزٌ أَنْ يُرِيدَ بِهِ الْعَصْرَ ؛ لِأَنَّ آخِرَ النَّهَارِ مِنْ طَرَفِهِ ؛ وَالْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الْعَصْرَ دُونَ الظُّهْرِ ؛ لِأَنَّ طَرَفَ الشَّيْءِ إمَّا أَنْ يَكُونَ ابْتِدَاءَهُ أَوْ نِهَايَتَهُ وَآخِرَهُ وَيَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ مَا قَرُبَ مِنْ الْوَسَطِ طَرَفًا ؛ إلَّا أَنَّ الْحَسَنَ فِي رِوَايَةِ عَمْرٍو قَدْ تَأَوَّلَهُ عَلَى الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ جَمِيعًا وَقَدْ رَوَى عَنْهُ يُونُسُ أَنَّهُ الْعَصْرُ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِمَعْنَى الْآيَةِ، أَلَا تَرَى أَنَّ طَرَفَ الثَّوْبِ مَا يَلِي نِهَايَتَهُ وَلَا يُسَمَّى مَا قَرُبَ مِنْ وَسَطِهِ طَرَفًا ؟ فَهَذِهِ الْآيُ دَالَّةٌ عَلَى أَعْدَادِ الصَّلَوَاتِ.
وقَوْله تَعَالَى :{ حَافِظُوا