قَوْله تَعَالَى :﴿ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ﴾ يَعْنِي عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَتَحْرِيرُهَا إيقَاعُ الْحُرِّيَّةِ عَلَيْهَا.
وَذَكَرَ الرَّقَبَةَ وَأَرَادَ بِهِ جُمْلَةَ الشَّخْصِ تَشْبِيهًا لَهُ بِالْأَسِيرِ الَّذِي تُفَكُّ رَقَبَتُهُ وَيُطْلَقُ، فَصَارَتْ الرَّقَبَةُ عِبَارَةً عَنْ الشَّخْصِ ؛ وَكَذَلِكَ قَالَ أَصْحَابُنَا إذَا قَالَ :" رَقَبَتُك حُرَّةٌ " إنَّهُ يُعْتَقُ، كَقَوْلِهِ " أَنْتَ حُرٌّ ".
وَاقْتَضَى اللَّفْظُ رَقَبَةً سَلِيمَةً مِنْ الْعَاهَاتِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِلشَّخْصِ بِكَمَالِهِ، إلَّا أَنَّ الْفُقَهَاءَ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ النَّقْصَ الْيَسِيرَ لَا يَمْنَعُ جَوَازَهَا، فَاعْتَبَرَ أَصْحَابُنَا بَقَاءَ مَنْفَعَةِ الْجِنْسِ فِي جَوَازِهَا وَجَعَلُوا فَوَاتَ مَنْفَعَةِ الْجِنْسِ مِنْ تِلْكَ الْأَعْضَاءِ مَانِعًا لِجَوَازِهَا.