قَوْله تَعَالَى :﴿ وَاَلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ الْآيَةَ.
رَوَى وَكِيعٌ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :﴿ قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ { الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ أَهُوَ الرَّجُلُ يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُ ؟ قَالَ : لَا يَا عَائِشَةُ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ وَيَخَافُ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُ }.
وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ :﴿ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا ﴾ قَالَ :" الزَّكَاةُ ".
وَيُرْوَى عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : لَقَدْ أَدْرَكْت أَقْوَامًا كَانُوا مِنْ حَسَنَاتِهِمْ أَنْ تُرَدَّ عَلَيْهِمْ أَشْفَقَ مِنْكُمْ عَلَى سَيِّئَاتِكُمْ أَنْ تُعَذَّبُوا عَلَيْهَا.
قَوْله تَعَالَى :﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ الْخَيْرَاتُ هُنَا الطَّاعَاتُ يُسَارِعُ إلَيْهَا أَهْلُ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَيَجْتَهِدُونَ فِي السَّبْقِ إلَيْهَا رَغْبَةً فِيهَا وَعِلْمًا بِمَا لَهُمْ بِهَا مِنْ حُسْنِ الْجَزَاءِ، وَقَوْلُهُ ﴿ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :" سَبَقَتْ لَهُمْ السَّعَادَةُ ".
وَقَالَ غَيْرُهُ وَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرَاتِ سَابِقُونَ إلَى الْجَنَّةِ ".
وَقَالَ آخَرُونَ وَهُمْ إلَى الْخَيْرَاتِ سَابِقُونَ ".
قَوْله تَعَالَى :﴿ وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ ﴾ قَالَ قَتَادَةُ وَأَبُو الْعَالِيَةِ :" خَطَايَا مِنْ دُونِ الْحَقِّ ".
وَعَنْ الْحَسَنِ وَمُجَاهِدٍ :" أَعْمَالٌ لَهُمْ مِنْ دُونِ مَا هُمْ عَلَيْهِ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَعْمَلُوهَا ".
وقَوْله تَعَالَى :﴿ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ﴾ قُرِئَ بِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّ الْجِيمِ، وَقُرِئَ بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ الْجِيمِ، فَقِيلَ فِي ﴿ تَهْجُرُونَ ﴾ قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ " تَهْجُرُونَ الْحَقَّ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُ " وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ :" تَقُولُونَ الْهَجْرَ وَهُوَ السَّيِّئُ مِنْ الْقَوْلِ ".
وَمَنْ قَرَأَ :" تُهْجِرُونَ " فَلَيْسَ إلَّا مِنْ الْهَجْرِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ