الْمَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ : قَوْله تَعَالَى :﴿ قُلْ هُوَ أَذًى ﴾ : فِيهِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ : الْأَوَّلُ : قَذِرٌ ؛ قَالَهُ قَتَادَةُ، وَالسُّدِّيُّ.
الثَّانِي : دَمٌ ؛ قَالَهُ مُجَاهِدٌ.
الثَّالِث : نَجِسٌ.
الرَّابِعُ : مَكْرُوهٌ يُتَأَذَّى بِرِيحِهِ وَضَرَرِهِ أَوْ نَجَاسَتِهِ.
وَالصَّحِيحُ هَذَا الرَّابِعُ، بِدَلِيلَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ يَعُمُّهَا.
الثَّانِي : قَوْله تَعَالَى :﴿ إنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ ﴾ وَيَصِحُّ رُجُوعُهُ إلَى الِاحْتِمَالَاتِ الثَّلَاثَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَتَقْدِيرُهُ : يَسْأَلُونَك عَنْ مَوْضِعِ الْحَيْضِ، قُلْ : هُوَ أَذًى ؛ فَيَكُونُ رُجُوعُهُ إلَى حَقِيقَةِ الْمَحِيضِ مَجَازًا، وَيَكُونُ رُجُوعُهُ إلَى مَجَازِهِ حَقِيقَةً، وَهَذَا مِنْ بَدِيعِ التَّقْدِيرِ.