وَقَدْ بَيَّنَ حَقِيقَةَ الْحَقِّ.
فَأَمَّا حَقِيقَةُ الضَّلَالِ، وَهِيَ : الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : فَهُوَ الذَّهَابُ عَنْ الْحَقِّ، أُخِذَ مِنْ ضَلَالِ الطَّرِيقِ، وَهُوَ الْعُدُولُ عَنْ سَمْتِ الْقَصْدِ، وَخُصَّ فِي الشَّرْعِ بِالْعِبَارَةِ عَنْ الْعُدُولِ عَنْ السَّدَادِ فِي الِاعْتِقَادِ دُونَ الْأَعْمَالِ.
وَمِنْ غَرِيبِ أَمْرِهِ أَنَّهُ يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَقِّ إذَا قَابَلَهُ غَفْلَةً، وَلَمْ يَقْتَرِنْ بِعَدَمِهِ جَهْلٌ أَوْ شَكٌّ، وَعَلَيْهِ حَمَلَ الْعُلَمَاءُ قَوْلَهُ :﴿ وَوَجَدَك ضَالًّا فَهَدَى ﴾.
الَّذِي حَقَّقَهُ قَوْلُهُ :﴿ مَا كُنْت تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ﴾.


الصفحة التالية
Icon