٦- من العلماء من أقام تعدد القراءات مقام تعدد الآيات، وتعدد المعاني وعدَّ ذلك ضربًا من ضروب البلاغة، يبتدئ من جمال هذا الإيجاز، وينتهي إلى كمال الإعجاز. (١)
ولا تقف أهمية القراءات عند قيمتها اللغوية، بل تضيف إلى ذلك قيمتها الدينية الكبيرة، وعلى سبيل المثال:
١- بعض القراءات يعد من باب التفسير اللغوي لبعض الألفاظ، مما يكون له الأفضلية على غيره من التفسيرات، أو يلقي ضوءًا على المعنى المراد من اللفظ، ومن ذلك:
أ- ﴿إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا﴾ (يوسف: ٣٦)، قرأها ابن مسعود وأبيّ: "أعصر عنبًا".
ب- ﴿تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ﴾ (مريم: ٩٠)، قرأها ابن مسعود: "يتصدّعن منه".
ج- ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ (الأنبياء: ٩٨)، قرأها أُبيّ وعلي وعائشة وغيرهم، "حطب جهنم".
د- ﴿حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾ (النور: ٢٧)، قرأها أبيّ وابن عباس وابن مسعود وغيرهم: "حتى تستأذنوا".
هـ- ﴿كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾ (القارعة: ٥)، قرأها ابن مسعود: "كالصوف المنفوش".
٢- بعض القراءات قد يبنى عليه حكم فقهي، أو يؤدي إلى استنباط هذا الحكم. ومن ذلك: