وَلِيَ قُوتَهُمْ وَأُمُّ عِيَالٍ قَدْ شَهِدْت تَقُوتُهُمْ وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْبَيْتِ، وَبَيْتَيْنِ أَخَوَيْنِ مَعَهُ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ ( رَحِمَهُ اللَّهُ ) : قُلْتُ : الرَّجُلُ يُسَمَّى أُمًّا، وَقَدْ تَقُولُ الْعَرَبُ لِلنَّاقَةِ، وَالْبَقَرَةِ، وَالشَّاةِ وَالْأَرْضِ : هَذِهِ أُمُّ عِيَالِنَا ؛ عَلَى مَعْنَى : الَّتِي تَقُوتُ عِيَالَنَا.
وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إنْ أُمَّهَاتُهُمْ إلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ﴾.
يَعْنِي أَنَّ اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ بِكُلِّ حَالٍ ؛ الْوَارِثَاتُ [ وَ ] الْمَوْرُوثَاتُ، الْمُحَرَّمَاتُ بِأَنْفُسِهِنَّ وَالْمُحَرَّمُ بِهِنَّ غَيْرُهُنَّ : اللَّائِي لَمْ يَكُنَّ قَطُّ إلَّا أُمَّهَاتٍ.
لَيْسَ : اللَّائِي يُحْدِثْنَ رَضَاعًا لِلْمَوْلُودِ، فِيكُنَّ بِهِ أُمَّهَاتٍ [ وَقَدْ كُنَّ قَبْلَ إرْضَاعِهِ، غَيْرَ أُمَّهَاتٍ لَهُ ]، وَلَا أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ [ عَامَّةً : يَحْرُمْنَ بِحُرْمَةٍ أَحْدَثْنَهَا أَوْ يُحْدِثُهَا الرَّجُلُ أَوْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ] حَرُمْنَ بِأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) وَأَطَالَ الْكَلَامَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ : وَفِي هَذَا : دَلَالَةٌ عَلَى أَشْبَاهٍ لَهُ فِي الْقُرْآنِ، جَهِلَهَا مَنْ قَصُرَ عِلْمُهُ بِاللِّسَانِ وَالْفِقْهِ.
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَذَكَرَ عَبْدًا أَكْرَمَهُ، فَقَالَ :﴿ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا ﴾.
وَالْحَصُورُ : الَّذِي لَا يَأْتِي النِّسَاءَ، [ وَلَمْ يَنْدُبْهُ إلَى النِّكَاحِ ].