( أَنَا ) أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ : وَأَبَانَ اللَّهُ ( عَزَّ وَجَلَّ ) لِخَلْقِهِ : أَنَّهُ تَوَلَّى الْحُكْمَ : فِيمَا أَثَابَهُمْ، وَعَاقَبَهُمْ عَلَيْهِ : عَلَى مَا عَلِمَ : مِنْ سَرَائِرِهِمْ : وَافَقَتْ سَرَائِرُهُمْ عَلَانِيَتَهُمْ، أَوْ خَالَفَتْهَا.
فَإِنَّمَا جَزَاهُمْ بِالسَّرَائِرِ فَأَحْبَطَ عَمَلَ [ كُلِّ ] مَنْ كَفَرَ بِهِ.
ثُمَّ قَالَ ( تَبَارَكَ وَتَعَالَى ) فِيمَنْ فُتِنَ عَنْ دِينِهِ :﴿ إلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ﴾ فَطَرَحَ عَنْهُمْ حُبُوطَ أَعْمَالِهِمْ، وَالْمَأْثَمَ بِالْكُفْرِ إذَا كَانُوا مُكْرَهِينَ ؛ وَقُلُوبُهُمْ عَلَى الطُّمَأْنِينَةِ : بِالْإِيمَانٍ وَخِلَافِ الْكُفْرِ.
وَأَمَرَ بِقِتَالِ الْكَافِرِينَ : حَتَّى يُؤْمِنُوا ؛ وَأَبَانَ ذَلِكَ [ جَلَّ وَعَزَّ :] حَتَّى يُظْهِرُوا الْإِيمَانَ.
ثُمَّ أَوْجَبَ لِلْمُنَافِقَيْنِ إذَا أَسَرُّوا الْكُفْرَ : نَارَ جَهَنَّمَ ؛ فَقَالَ :﴿ إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى :﴿ إذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إنَّك لَرَسُولُ اللَّهِ ﴾ ؛ إلَى قَوْله تَعَالَى :﴿ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً ﴾ يَعْنِي ( وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ) مِنْ الْقَتْلِ.
فَمَنَعَهُمْ مِنْ الْقَتْلِ، وَلَمْ يُزِلْ عَنْهُمْ فِي الدُّنْيَا أَحْكَامَ الْإِيمَانِ بِمَا أَظْهَرُوا مِنْهُ.
وَأَوْجَبَ لَهُمْ الدَّرْكَ الْأَسْفَلَ مِنْ النَّارِ ؛ بِعِلْمِهِ بِسَرَائِرِهِمْ، وَخِلَافِهَا : لِعَلَانِيَتِهِمْ بِالْإِيمَانِ.
وَأَعْلَمَ عِبَادَهُ مَعَ مَا أَقَامَ عَلَيْهِمْ :[ مِنْ ] الْحُجَّةِ بِأَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ أَحَدٌ فِي شَيْءٍ أَنَّ عِلْمَهُ بِالسَّرَائِرِ وَالْعَلَانِيَةِ، وَاحِدٌ.
فَقَالَ :﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ ؛ مَعَ آيَاتٍ أُخَرَ مِنْ الْكِتَابِ.
قَالَ : وَعَرَّفَ جَمِيعَ خَلْقِهِ فِي كِتَابِهِ : أَنْ لَا عِلْمَ لَهُمْ، لَا مَا عَلَّمَهُمْ.
فَقَالَ :{