أَنْبَأَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( إجَازَةً ) أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ حَدَّثَهُمْ أَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ ( رَحِمَهُ اللَّهُ ) : قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ :﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾، وَقَالَ تَعَالَى :﴿ إلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾، وَحُكِيَ أَنَّ إخْوَةَ يُوسُفَ ( عَلَيْهِمْ السَّلَامُ ) وَصَفُوا أَنَّ شَهَادَتَهُمْ كَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ ؛ فَحُكِيَ أَنَّ كَبِيرَهُمْ قَالَ :﴿ ارْجِعُوا إلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إنَّ ابْنَك سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ﴾.
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَلَا يَسَعُ شَاهِدًا، أَنْ يَشْهَدَ إلَّا بِمَا عَلِمَ.
وَالْعِلْمُ مِنْ ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ :( مِنْهَا ) مَا عَايَنَهَا الشَّاهِدُ فَيَشْهَدُ بِالْمُعَايَنَةِ ( وَمِنْهَا ) مَا سَمِعَهُ ؛ فَيَشْهَدُ أَثْبَتَ سَمْعًا مِنْ الْمَشْهُودِ عَلَيْهِ.
( وَمِنْهَا ) مَا تَظَاهَرَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ : مِمَّا لَا يُمْكِنُ فِي أَكْثَرِ الْعِيَانِ.
وَثَبَتَتْ مَعْرِفَتُهُ فِي الْقُلُوبِ فَيَشْهَدُ عَلَيْهِ بِهَذَا الْوَجْهِ.
وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي شَرْحِهِ.
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ الشَّافِعِيُّ ( رَحِمَهُ اللَّهُ ) : فِيمَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ : مِنْ الْقِيَامِ بِشَهَادَتِهِ ؛ إذَا شَهِدَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴾ الْآيَة.
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾ الْآيَةَ وَقَالَ ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾، وَقَالَ تَعَالَى :﴿ وَاَلَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ﴾، وَقَالَ :﴿ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴾ الْآيَةَ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ﴾.
قَالَ الشَّافِعِيُّ : الَّذِي أَحْفَظُ عَنْ كُلِّ مَنْ سَمِعْتُ مِنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ؛ فِي هَذِهِ


الصفحة التالية
Icon