تَعَاوَى ( ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ).
ثُمَّ نَزَلَ مِنْ السُّوَرِ فَفَتَحَ الْبُيُوتَ ؛ فَدَخَلَ النَّاسُ عَلَيْهِمْ فَعَرَفَتْ الْقُرُودُ أَنْسَابَهَا مِنْ الْإِنْسِ، وَلَمْ يَعْرِفْ الْإِنْسُ أَنْسَابَهَا مِنْ الْقُرُودِ.
( قَالَ ) فَيَأْتِي الْقِرْدُ إلَى نَسِيبِهِ وَقَرِيبِهِ مِنْ الْإِنْسِ ؛ فَيَحْتَكُّ بِهِ وَيَلْصَقُ، وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَنْتَ فُلَانٌ ؟ فَيُشِيرُ بِرَأْسِهِ أَيْ : نَعَمْ.
وَيَبْكِي.
وَتَأْتِي الْقِرْدَةُ إلَى نَسِيبِهَا وَقَرِيبِهَا مِنْ الْإِنْسِ ؛ فَيَقُولُ لَهَا الْإِنْسَانُ أَنْتِ فُلَانَةُ ؟ فَتُشِيرُ بِرَأْسِهَا أَيْ : نَعَمْ : وَتَبْكِي فَيَقُولُ لَهَا الْإِنْسَانُ : إنَّا حَذَّرْنَاكُمْ غَضَبَ اللَّهِ وَعِقَابَهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ بِخَسْفٍ، أَوْ مَسْخٍ أَوْ بِبَعْضِ مَا عِنْدَهُ مِنْ الْعَذَابِ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَاسْمَعْ اللَّهَ ( عَزَّ وَجَلَّ ) يَقُولُ :﴿ فَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ فَلَا أَدْرِي مَا فَعَلَتْ الْفِرْقَةُ الثَّالِثَةُ ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنْ مُنْكِرٍ ؛ فَلَمْ نَنْهَ عَنْهُ.
قَالَ عِكْرِمَةُ : أَلَا تَرَى ( جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاك ) أَنَّهُمْ أَنْكَرُوا وَكَرِهُوا ؛ حِينَ قَالُوا :﴿ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ﴾ فَأَعْجَبَهُ قَوْلِي ذَلِكَ وَأَمَرَ لِي بِبُرْدَيْنِ غَلِيظَيْنِ ؛ فَكَسَانِيهِمَا.