المرحلة الثالثة : في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة رضي الله عنهم فخيفت الفتنة، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد ؛ لئلا يختلف الناس، فيتنازعوا في كتاب الله تعالى ويتفرقوا.
ففي " صحيح البخاري " (١) أن حذيفة بن اليمان قد على عثمان من فتح أرمينية وأذربيجان، وقد أفزعه اختلافهم في القراءة، فقال : أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة، ففعلت، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وكان زيد بن ثابت أنصاريا والثلاثة قرشييت – وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
وقد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد أن استشار الصحابة رضي الله عنهم، لما روي أبن أبي داود (٢) عن على رضي الله عنه أنه قال : والله ما فعل في المصاحف إلا عن ملاء منا، قال : أرى أن نجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا، فنعم ما رأيت.
(٢) ( (١) أخرجه الخطيب في كتاب فضائل القرءان للوصل المدرج ٢ / ٩٥٤ ؛ وفي الإسناد المحفوظ (محمد بن أبان الجعفلي ) علل الدار قطني ٣ /٢٢٩ – ٢٣٠، قال ابن معين (ضعيف٩ الجرح والتعديل للرازي ٧ /٢٠٠ أخرجه أبي داود في كتاب المصاحف صـ ٢٢ أخرجه أبي داود في كتاب المصاحف صـ ١٢. ١)