الثاني : ما وضع للمخاطب مثل :(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ )(الفاتحة: من الآية ٧).
وهذان لا يحتاجان إلى مرجع اكتفاء بدلاله الحضور عنه. والدال على الغائب، ما وضع للغائب. ولابد له من مرجع يعود عليه.
والأصل في المرجع أن يكون سابقا على الضمير لفظا ورتبه مطابقا له لفظا ومعنى مثل :(وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ )(هود: من الآية ٤٥).
وقد يكون مفهوما من مادة الفعل السابق مثل :( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )(المائدة: من الآية ٨).
وقد يسبق لفظا لا رتبة مثل :(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ )(البقرة: من الآية ١٢٤) وقد يسبق رتبة لا لفظا مثل :(حمل كتابه الطالب ).
وقد يكون مفهوما من السياق مثل :( وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَد)(النساء: من الآية ١١) فالضمير يعود على الميت المفهوم من قوله :(مما ترك ).
وقد لا يطابق الضمير معنى مثل :( ولقد خلقنا الإنسان من سلسلة من طين ) ثم جعلناه نطفة )فالضمير يعود على الإنسان باعتبار اللفظ، لأن المجعول نطفة ليس الإنسان الأول.
وإذا كان المرجع صالحا للمفرد والجمع جاز عود الضمير عليه بأحدهما مثل :( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً)(الطلاق: من الآية ١١)
والأصل اتحاد مرجع الضمائر إذا تعددت مثل :(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى(٥) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى(٦) وهو بالأفق الأعلي (٧)ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى(٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى(٩) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى(١٠)(لنجم: ٧-١٠) فضمائر الرفع في هذه الآيات تعود إلى شديد القوى وهو جبريل.