وشهروا بالورع والتقوى.
ونحن نشير إلى ماوقفنا عليه منهم، فيما يلى:
(١) فمنهم أبو بكر الابهري: محمد بن عبد الله (٢٨٩ - ٣٧٥ ه) شيخ المالكية في عصره، وقد أخذ عنه الباقلانى الفقه، وصحبه فأطال صحبته.
ومما يؤثر عن الابهري أنه أخرج في آخر حياته ثلاثة آلاف مثقال، وفرقها على تلامذته، وكانوا جماعة وافرة، وآثر الباقلانى فأعطاه منها مائة مثقال.
(٢) أبو بكر: أحمد بن جعفر بن مالك القطيعى راوي مسند الامام أحمد (٢٧٤ - ٣٦٨) وقد أخذ عنه الحديث.
(٣) أبو محمد: عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسى (٢٧٤ - ٣٦٩) (٤) أبو عبد الله: محمد بن خفيف الشيرازي المتوفى سنة ٣٧١.
وقد أخذ عنه الباقلانى علم الاصول.
(٥) ابن بهته: محمد بن عمر، البزاز، المتوفى سنة ٣٧٤ (٦) أبو أحمد: الحسين بن على النيسابوري (٢٩٣ - ٣٧٥) (٧) أبو أحمد: الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري (٢٩٣ - ٣٨٢) (٨) أبو محمد: عبد الله بن أبى زيد القيرواني المتوفى سنة ٣٨٦ عن ست وسبعين سنة.
(٩) أبو عبد الله الطائى: محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد.
البصري، صاحب أبى الحسن الاشعري.
وقد درس عليه الباقلانى الاصول والكلام وكان من أخص تلاميذه.
(١٠) أبو الحسن الباهلى البصري صاحب أبى الحسن الاشعري، قال الباقلانى: " كنت أنا وأبو إسحاق الاسفرايينى، وابن فورك معا في درس الشيخ الباهلى، وكان يدرس لنا في كل يوم جمعة مرة واحدة، وكان منا في حجاب، يرخى الستر بيننا وبينه كى لا نراه.
وكان من شدة اشتغاله بالله مثل واله أو مجنون، لم يكن يعرف مبلغ درسنا حتى نذكره ذلك ".
ولم يكن الباهلى يحتجب عن هؤلاء الثلاثة فقط، بل كان يحتجب عن كل الناس، حتى عن الجارية التى كانت تخدمه.
وقد سأله تلاميذه في أول عهدهم به عن سبب إرساله الحجاب بينه وبينهم
يمكن عندنا أن يعرف من ] الوجهين.
وليس الغرض تحقيق القول في هذا الفصل، لانه خارج عن مقصود كلامنا، ولكنا ذكرناه من جهة دلالة الآية عليه.
ومن ذلك قوله عز وجل: (قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتو ا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) (١) وقوله: (أم يقولون تقوله، بل لا يؤمنون.
فليأتوا بحديث / مثله إن كانوا صادقين) (٢) فقد ثبت بما بيناه أنه تحداهم إليه، ولم يأتوا بمثله.
وفى هذا أمران: أحدهما التحدي إليه.
والآخر أنهم لم يأتوا له بمثل (٣).
والذى يدل على ذلك النقل المتواتر الذى يقع به العلم الضرورى، فلا يمكن جحود واحد من هذين الامرين.
وإن قال قائل: لعله لم يقرأ عليهم الآيات التى فيها ذكر التحدي، وإنما قرأ عليهم ما سوى ذلك من القرآن -: كان ذلك قولا باطلا، يعلم بطلانه بمثل (٤) ما يعلم به بطلان قول [ من زعم ] أن القرآن أضعاف هذا ! وهو يبلغ حمل جمل ! وأنه كتم، وسيظهره [ المهدى ] ! ! ! أو يدعى أن هذا القرآن ليس هو الذى جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو شئ وضعه عمر أو عثمان، رضى الله عنهما، حيث وضع (٥) المصحف.
أو يدعى فيه زيادة أو نقصانا.
وقد ضمن الله حفظ كتابه أن يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، ووعده الحق.
وحكاية قول من قال ذلك يغنى عن الرد عليه.
لان العدد الذين / أخذوا
القرآن في الامصار وفى البوادى، وفى الاسفار والحضر، وضبطوه حفظا،

(١) سورة الاسراء: ٨٨ (٢) سورة الطور: ٣٣ و ٣٤ (٣) ا، م: " يأتوا بمثله " (٤) س: " مثل " (٥) ا، م: " وضعا " (*)


الصفحة التالية
Icon