المعنى متكلف، لان الواقف في الدار لا ينظر أمرا، وإنما يقف تحسرا وتلددا (١) وتحيرا.
والشطر الاخير من البيت واقع، والاول مستجلب، وفيه تعليق على أمر لم يجر له ذكر، لان وضع البيت يقتضى تقدم عذل على الوقوف، ولم يحصل ذلك مذكورا في شعره من قبل.
وأما البيت الثاني، فإنه معلق بالاول، لا يستقل إلا به، وهم يعيبون وقوف البيت على غيره، ويرون أن البيت التام هو المحمود، والمصراع التام بنفسه - بحيث
لا يقف على المصراع الآخر - أفضل وأتم وأحسن.
وقوله: " فكيف يكون إن لم يسأل "، مليح جدا، ولا تستمر (٢) ملاحة ما قبله عليه، ولا يطرد فيه الماء اطراده فيه.
وفيه شئ آخر، لانه لا يصح (٣) أن يكون السؤال سببا لان يعيا عن الجواب، وظاهر القول يقتضيه.
* * * فأما قوله: لا تكلفن لى الدموع فإن لى * دمعا ينم عليه إن لم يفضل (٤) ولقد سكنت إلى الصدود من النوى * والشرى أرى عند أكل الحنظل (٥) / وكذاك طرفة حين أوجس ضربة * في الرأس هان عليه فصد الاكحل (٦)

(١) س: ".
وتذللا " وفى اللسان ٤ / ٣٩٥ " وتلدد: تلفت يمينا وشمالا وتحير متلبدا " (٢) م: " ولا تستتم ".
(٣) كذا في ا، م وفى ب، ك، س: " لا يصلح " (٤) كذا في س، ك.
وفى الديوان: " يتم عليه ".
وفى م: " يعم عليه " (٥) في اللسان ١٩ / ١٥٩ " والشرى بالتسكين الحنظل ".
وفى ١٨ / ٢٩ " والارى: العسل ".
وفى س، ك " عند طعم ".
وفى ا.
" عند أكل " وم " عند أهل ".
(٦) يشير إلى قصة مقتل طرفة بن العبد، وهم يذكرون أن الربيع بن حوثرة سقاه الخمر حتى أثمله، = إعجاز القرآن (*)


الصفحة التالية
Icon