ووصف (١) الفرند بمدب النمل شئ لا يشذ عن أحد منهم (٢).
وأما قوله: وكأن شاهره إذا استضوى به الز * حفان يعصى بالسماك الاعزل (٣) حملت حمائله القديمة بقلة * من عهد عاد غضة لم تذبل البيت الاول منهما فيه ضرب من التكلف، وهو منقول من أشعارهم وألفاظهم،
وإنما يقول: [ وتراه في ظلم الوغى فتخاله * قمرا يشد على الرجال بكوكب ] (٤) فجعل ذلك الكوكب السماك، واحتاج إلى أن يجعله أعزل، للقافية ! ولو لم يحتج إلى ذلك كان خيرا له، لان هذه الصفة (٥) في هذا الموضع / تغض من الموصوف (٦)، وموضع (٧) التكلف الذى ادعيناه، الحشو الذى ذكره من قوله: " إذا استضوى به الزحفان " وكان يكفى أن يقول: كأن صاحبه يعصى بالسماك، وهذا، وإن كان قد تعمل فيه للفظ، فهو غلو (٨)، على ما بينا.
وأما البيت الثاني ففيه لغو من جهة قوله: [ " حمائله القديمة "، ولا يوصف السيف بأن ] (٩) حمائله قديمة، ولا فضيلة له في ذلك.
وفى اللسان ١٢ / ٣٢٨ " والسماكان: نجمان نيران، أحدهما السماك الاعزل، والآخر السماك الرامح... وسمى أعزل لانه لا شئ بين يديه من الكواكب، كالاعزل الذى لا رمح معه، ويقال: سمى أعزل لانه إذا طلع لا يكون في أيامه ريح ولا برد، وهو أعزل منها ".
(٤) الزيادة من م.
وفى س، ك: " وإنما يقول: قمر يشد على الرجال بكوكب ".
(٥) م: " هذه القصة ".
(٦) م: " نقص " س: " تفضه ".
(٧) س، ك: " من الموضع ".
(٨) م: " فيه بلفظ فهو لغز ".
(٩) الزيادة من م.
(*)