تمهيد:
١ - فضل تعلم القرآن وتعليمه، وعناية السلف به:
إن الاشتغال بكتاب الله العظيم حفظاً، وفهماً، وعملاً، وتعليماً من أفضل القربات وأزكاها عند الله، وقد بُعث النبي ﷺ رسولاً يتلو آيات الله، معلماً ومزكياً لنفوس الصحب الكرام، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (الجمعة: ٢).
وحث عليه الصلاة والسلام على الوصاة بكتاب الله (١)، وقال: " خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه" (٢).
قال أبو عبد الرحمن السلمي - راوي الحديث عن عثمان رضي الله عنه: (فذلك الذي أقعدني مقعدي هذا)، فكان يعلِّم من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج (٣).

(١) كما في حديث طلحة بن مصرِّف قال: (سألت عبد الله بن أبي أوفى أوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا، فقلت: كيف كتب على الناس الوصية، أُمروا بها ولم يوص؟، قال: أوصى بكتاب الله) رواه البخاري (٥٠٢٢) (فتح الباري: ٨ / ٦٨٥).
(٢) رواه البخاري (٥٠٢٧) (الفتح: ٨ / ٦٩٢)، وأبو داود (١٤٥٢) سنن أبي داود: ٢ / ١٤٧، والترمذي (تحفة الأحوذي: ٨ / ٢٢٢) والنسائي في فضائل القرآن: ٨٧، وغيرهم.
(٣) أخلاق حملة القرآن للآجري: ١٩. ويرى ابن كثير أن مدة تعليمه القرآن استمرت سبعين سنة، وذهب ابن الجزري إلى أنها أكثر من أربعين سنة. انظر فضائل القرآن لابن كثير: ٦٤، والنشر في القراءات العشر: ١ / ٣. وقال الحافظ ابن حجر: (بين أول خلافة عثمان وآخر ولاية الحجاج اثنتان وسبعون سنة إلا ثلاثة
أشهر، وبين آخر خلافة عثمان وأول ولاية الحجاج العراق ثمان وثلاثون سنة، ولم أقف على تعيين ابتداء إقراء أبي عبد الرحمن وآخره، فالله أعلم بمقدار ذلك). فتح الباري: ٨ / ٦٩٥.

تمهيد:
١ - فضل تعلم القرآن وتعليمه، وعناية السلف به:
إن الاشتغال بكتاب الله العظيم حفظاً، وفهماً، وعملاً، وتعليماً من أفضل القربات وأزكاها عند الله، وقد بُعث النبي ﷺ رسولاً يتلو آيات الله، معلماً ومزكياً لنفوس الصحب الكرام، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (الجمعة: ٢).
وحث عليه الصلاة والسلام على الوصاة بكتاب الله (١)، وقال: (خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه) (٢).
قال أبو عبد الرحمن السلمي - راوي الحديث عن عثمان رضي الله عنه: (فذلك الذي أقعدني مقعدي هذا)، فكان يعلِّم من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج (٣).
(١) كما في حديث طلحة بن مصرِّف قال: (سألت عبد الله بن أبي أوفى أوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا، فقلت: كيف كتب على الناس الوصية، أُمروا بها ولم يوص؟، قال: أوصى بكتاب الله) رواه البخاري (٥٠٢٢) (فتح الباري: ٨ / ٦٨٥).
(٢) رواه البخاري (٥٠٢٧) (الفتح: ٨ / ٦٩٢)، وأبو داود (١٤٥٢) سنن أبي داود: ٢ / ١٤٧، والترمذي (تحفة الأحوذي: ٨ / ٢٢٢) والنسائي في فضائل القرآن: ٨٧، وغيرهم.
(٣) أخلاق حملة القرآن للآجري: ١٩. ويرى ابن كثير أن مدة تعليمه القرآن استمرت سبعين سنة، وذهب ابن الجزري إلى أنها أكثر من أربعين سنة. انظر فضائل القرآن لابن كثير: ٦٤، والنشر في القراءات العشر: ١ / ٣. وقال الحافظ ابن حجر: (بين أول خلافة عثمان وآخر ولاية الحجاج اثنتان وسبعون سنة إلا ثلاثة
أشهر، وبين آخر خلافة عثمان وأول ولاية الحجاج العراق ثمان وثلاثون سنة، ولم أقف على تعيين ابتداء إقراء أبي عبد الرحمن وآخره، فالله أعلم بمقدار ذلك). فتح الباري: ٨ / ٦٩٥.


الصفحة التالية
Icon