فللسابقين الفضل لاتجحدونه | وليس لمسبوق عليهم تبجح |
أبو تمام، من الطويل:كشفت قناع الشعر عن حر وجهه | وطيرته عن وكره وهو واقع |
بغر يراها من يراها بسمعه | ويدنو إليها ذو الحجا وهو شاسع |
يود وداداً أن أعضاء جسمه | إذا أنشدت شوقاً إليها مسامع |
وله، من الكامل:حذاء تملأ كل أذن حكمة | وبلاغة، وتدر كل وريد |
كالدر والمرجان ألف نظمه | بالشذر في عنق الفتاة الرود |
كشقيقة البرد المنمنم وشيه | في أرض مهرة أو بلاد تزيد |
يعطي بها البشرى الكريم ويرتدي | بردائها في المحفل المشهود |
بشرى الغني أبي البنات تتابعت | بشراؤه بالفارس المولود |
وله، من الكامل:جاءتك من نظم اللسان قلادة | سمطان فيها اللؤلؤ المكنون |
أحذاكها صنع الضمير يمده | جفر إذا نضب الكلام معين |
أخذ لفظ الصنع من قول أبي حية: بأنني صنع اللسان بهن لا أتنحل، ونقله إلى الضمير. وقد جعل حسان أيضاً اللسان صنعاً وذلك في قوله، من البسيط:
أهدى لهم مدحاً قلب مؤازره | فيما أحب لسان حائك صنع |
ولأبي تمام، من الطويل:إليك أرحنا عازب الشعر بعدما | تمهل في روض المعاني العجائب |
غرائب لاقت في فنائك أنسها | من المجد فهي الآن غير غرائب |
ولو كان يفنى الشعر أفناه ما قرت | حياضك منه في السنين الذواهب |
ولكنه صوب العقول إذا انجلت | سحائب منه أعقبت بسحائب |
البحتري، من الطويل:ألست الموالي فيك نظم قصائد | هي الأنجم اقتادت مع الليل أنجما |
ثناء كأن الروض منه منوراً | ضحى، وكأن الوشي منه منمنما |
وله، من البسيط،:أحسن أبا حسن بالشعر إذ جعلت | عليك أنجمه بالمدح تنتثر |
فقد أتتك القوافي غب فائدة | كما تفتح غب الوابل الزهر |
وله، من الطويل:إليك القوافي نازعات قواصد | يسير ضاحي وشيها وينمنم |
ومشرقة في النظم غر يزينها | بهاء وحسناً أنها لك تنظم |
وله، من الطويل:بمنقوشة نقش الدنانير ينتقى | لها اللفظ مختاراً كما ينتقى التبر |
وله، من الطويل:أيذهب هذا الدهر لم ير موضعي | ولم يدر ما مقدار حلي ولا عقدي؟ |
ويكسد مثلي وهو تاجر سؤدد | يبيع ثمينات المكارم والمجد |
سوائر شعر جامع بدد العلى | تعلقن من قبلي وأتعبن من بعدي |
يقدر فيها صانع متعمل | لإحكامها تقدير داود في السرد |
وله، من الكامل:الله يسهر في مديحك ليله | متململاً، وتنام دون ثوابه |
يقظان ينتحل الكلام كأنه | جيش لديه يريد أن يلقى به |
فأتى به كالسيف رقرق صيقل | ما بين قائم سنخه وذبابه |
ومن نادر وصفه للبلاغة قوله من الخفيف:في نظام من البلاغة ماشك | ك امرؤ أنه نظام فريد |
وبديع كأنه الزهر الضا | حك في رونق الربيع الجديد |
مشرق في جوانب السمع ما يخ | لقه عودة على المستعيد |
حجج تخرس الألد بألفا | ظ فرادى كالجوهر المعدود |
ومعان لو فصلتها القوافي | هجنت شعر جرول ولبيد |
حزن مستعمل الكلام اختياراً | وتجنبن ظلمة التعقيد |
وركبن اللفظ القريب فأدرك | ن به غاية المراد البعيد |
كا لعذارى غدون في الحلل الصف | ر إذا رحن في الخطوط السود |
الصفحة التالية